الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ؛ و " مكاناتكم " ؛ المعنى : " اعملوا على تمكنكم " ؛ ويجوز أن يكون المعنى : " اعملوا على ما أنتم عليه " ؛ ويقال للرجل إذا أمرته أن يثبت على حال : " على مكانتك يا فلان " ؛ أي : اثبت على ما أنت عليه. [ ص: 294 ] فإن قال قائل : فكيف يجوز أن يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقيموا على الكفر؛ فيقول لهم : " اعملوا على مكانتكم " ؟ فإنما معنى هذا الأمر المبالغة في الوعيد؛ لأن قوله لهم : فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ؛ قد أعلمهم أن من عمل بعملهم فإلى النار مصيره؛ فقال لهم : " أقيموا على ما أنتم عليه إن رضيتم العذاب بالنار " .

                                                                                                                                                                                                                                        و " الحامي " : الذي حمى ظهره أن يركب؛ وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها ؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ذلك افتراء؛ أي : يفعلون ذلك افتراء عليه؛ وهو منصوب بقوله : " لا يذكرون اسم الله " ؛ وهذا يسميه سيبويه " مفعولا له " ؛ وحقيقته أن قوله : " لا يذكرون " ؛ بمعنى " يفترون " ؛ فكأنه قال : " يفترون افتراء " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية