الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                7558 جماع أبواب صدقة التطوع

                                                                                                                                                باب التحريض على الصدقة ، وإن قلت .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو العباس : محمد بن أحمد بن محبوب بمرو ، ثنا أبو عثمان : سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن ، ثنا النضر بن شميل ، أنبأ شعبة بن الحجاج ، ح : وأخبرنا أبو بكر بن فورك ، واللفظ له ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة ، قال : سمعت المنذر بن جرير يحدث ، عن أبيه جرير بن عبد الله ، قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوسا في صدر النهار فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار عليهم العباء ، أو قال : متقلدي السيوف عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر ، فرأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتغير لما يرى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا ، فأقام ، فصلى الظهر ، فخطب ، ثم قال : " ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) إلى آخر الآية ، ثم قال : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) الآية . تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره " . حتى قال : " ولو بشق تمرة " ، قال : فأتاه رجل من الأنصار بصرة قد كادت كفه أن تعجز عنها ، بل قد عجزت عنها ، فدفعها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتتابع الناس في الصدقات ، فرأيت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كومين من طعام وثياب ، وجعل وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل كأنه مذهبة ، وقال : " من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده [ ص: 176 ] من غير أن ينتقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء . لفظ حديث أبي داود الطيالسي ، وحديث النضر بمعناه ، ولم يذكر النضر عليهم العباء . رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، وقال : مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية