الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
321 - باب قول الرجل : فلان جعد ، أسود ، أو طويل ، قصير يريد الصفة ولا يريد الغيبة

754 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب قال : أخبرني ابن أخي أبي رهم ، كلثوم بن الحصين الغفاري ؛

أنه سمع أبا رهم - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بايعوه تحت الشجرة - يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك ، فقمت ليلة بالأخضر ، فصرت قريبا منه ، فألقي علينا النعاس ، فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته ، فيفزعني دنوها ، خشية أن تصيب رجله في الغرز ، فطفقت أؤخر راحلتي حتى غلبتني عيني بعض الليل ، فزاحمت راحلتي راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله في الغرز ، فأصبت رجله ، فلم أستيقظ إلا بقوله : " حس ".

[ ص: 403 ] فقلت : يا رسول الله! استغفر لي .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سر " ، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عن من تخلف من بني غفار ، فقال - وهو يسألني - فقال : " ما فعل النفر الحمر الطوال الثط ؟ ". قال : فحدثته بتخلفهم . قال : " فما فعل السود الجعاد القصار الذين لهم نعم بـ(شبكة شرخ ؟ ) فتذكرتهم في بني غفار ، فلم أذكرهم حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم ، فقلت : يا رسول الله! أولئك من أسلم . قال : " فما يمنع أحد أولئك ، حين يتخلف ، أن يحمل على بعير من إبله امرءا نشيطا في سبيل الله ؟ فإن أعز أهلي علي أن يتخلف عن المهاجرين من قريش والأنصار ، وغفار وأسلم "
.

[ ص: 404 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية