الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أولئك الذين آتيناهم الكتاب الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، عن جويرية بن بشير ، سمعت رجلا سأل الحسن عن قوله : الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة من هم يا أبا سعيد ؟ قال : هم الذين في صدر هذه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة قال : الحكم اللب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : فإن يكفر بها هؤلاء يعني أهل مكة ، يقول : إن يكفروا بالقرآن فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين يعني : أهل المدينة والأنصار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : فإن يكفر بها هؤلاء قال : أهل مكة كفار قريش فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين [ ص: 124 ] وهم الأنبياء الذين قص الله على نبيه الثمانية عشر الذين قال الله : فبهداهم اقتده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن أبي رجاء العطاردي في قوله : فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين قال : هم الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : كان أهل الإيمان قد تبوءوا الدار والإيمان قبل أن يقدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أنزل الله الآيات جحد بها أهل مكة فقال الله : فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن سعيد بن المسيب في الآية قال : فإن يكفر بها أهل مكة ، فقد وكلنا بها أهل المدينة من الأنصار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية