الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية

                                                                                                                                                                                                                                      الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم هذا نزلهم يوم الدين

                                                                                                                                                                                                                                      لما فرغ سبحانه من ذكر أحوال السابقين وما أعده لهم من النعيم المقيم ، ذكر أحوال أصحاب اليمين فقال : وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين قد قدمنا وجه إعراب هذا الكلام ، وما في هذه الجملة الاستفهامية من التفخيم والتعظيم ، وهي خبر المبتدأ ، وهو أصحاب اليمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : في سدر مخضود خبر ثان أو خبر مبتدأ محذوف : أي هم في سدر مخضود ، والسدر نوع من الشجر ، والمخضود الذي خضد شوكه : أي قطع فلا شوك فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أمية بن أبي الصلت يصف الجنة :


                                                                                                                                                                                                                                      إن الحدائق في الجنان ظليلة فيها الكواعب سدرها مخضود

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الضحاك ، ومجاهد ، ومقاتل بن حيان : إن السدر المخضود الموقر حملا .

                                                                                                                                                                                                                                      وطلح منضود قال أكثر المفسرين : إن الطلح في الآية هو شجر الموز .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال جماعة : ليس هو شجر الموز ، ولكنه الطلح المعروف وهو أعظم أشجار العرب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء ، وأبو عبيدة : هو شجر عظام لها شوك .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزجاج : الطلح هو أم غيلان ، ولها نور طيب ، فخوطبوا ووعدوا ما يحبون ، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال : ويجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال السدي : طلح الجنة يشبه طلح الدنيا : لكن له ثمر أحلى من العسل ، والمنضود : المتراكب الذي قد نضد أوله وآخره بالحمل ليس له سوق بارزة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال مسروق : أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها نضيد ثمر كله ، كلما أخذت ثمرة عاد مكانها أحسن منها .

                                                                                                                                                                                                                                      وظل ممدود أي دائم باق لا يزول ولا تنسخه الشمس .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو عبيدة : والعرب تقول لكل شيء طويل لا ينقطع ممدود ، ومنه قوله : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل [ الفرقان : 45 ] والجنة كلها ظل لا شمس معه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الربيع بن أنس : يعني ظل العرش ، ومن استعمال العرب للممدود في الدائم الذي لا ينقطع قول لبيد :


                                                                                                                                                                                                                                      غلب العزاء وكنت غير مغلب     دهر طويل دائم ممدود

                                                                                                                                                                                                                                      وماء مسكوب أي منصب يجري بالليل والنهار أينما شاءوا لا ينقطع عنهم ، فهو مسكوب يسكبه الله في مجاريه ، وأصل السكب الصب ، يقال سكبه سكبا : أي صبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وفاكهة كثيرة أي ألوان متنوعة متكثرة .

                                                                                                                                                                                                                                      لا مقطوعة في وقت من الأوقات كما تنقطع فواكه الدنيا في بعض الأوقات ولا ممنوعة أي لا تمتنع على من أرادها في أي وقت على أي صفة ، بل هي معدة لمن أرادها لا يحول بينه وبينها حائل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن قتيبة : يعني أنها غير محظورة عليها كما يحظر على بساتين الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وفرش مرفوعة أي مرفوع بعضها فوق بعض ، أو مرفوعة على الأسرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل إن الفرش هنا كناية عن النساء اللواتي في الجنة ، وارتفاعها كونها على الأرائك ، أو كونها مرتفعات الأقدار في الحسن والكمال .

                                                                                                                                                                                                                                      إنا أنشأناهن إنشاء أي خلقناهن خلقا جديدا من غير توالد ، وقيل المراد نساء بني آدم ، والمعنى : أن الله سبحانه أعادهن بعد الموت إلى حال الشباب ، والنساء وإن لم يتقدم لهن ذكر لكنهن قد دخلن في أصحاب اليمين ، وأما على قول من قال : إن الفرش المرفوعة عين النساء فمرجع الضمير ظاهر .

                                                                                                                                                                                                                                      فجعلناهن أبكارا لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان .

                                                                                                                                                                                                                                      عربا أترابا العرب جمع عروب ، وهي المتحببة إلى زوجها .

                                                                                                                                                                                                                                      قال المبرد : هي العاشقة لزوجها ، ومنه قول لبيد :


                                                                                                                                                                                                                                      وفي الخباء عروب غير فاحشة     ريا الروادف يعشي ضوؤها البصرا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 1447 ] وقال زيد بن أسلم : هي الحسنة الكلام .

                                                                                                                                                                                                                                      قرأ الجمهور بضم العين والراء .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ حمزة ، وأبو بكر عن عاصم بإسكان الراء وهما لغتان في جمع فعول ، والأتراب : هن اللواتي على ميلاد واحد وسن واحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مجاهد : أترابا أمثالا وأشكالا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال السدي : أترابا في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : لأصحاب اليمين متعلق بأنشأناهن أو بجعلنا أو بأترابا ، والمعنى : أن الله أنشأهن لأجلهم أو خلقهن لأجلهم أو هن مساويات لأصحاب اليمين في السن ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف : أي هن لأصحاب اليمين .

                                                                                                                                                                                                                                      ثلة من الأولين وثلة من الآخرين هذا راجع إلى قوله : وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين أي هم ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ، وقد تقدم تفسير الثلة عند ذكر السابقين ، والمعنى : أنهم جماعة أو أمة أو فرقة أو قطعة من الأولين ، وهم من لدن آدم إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وجماعة أو أمة أو فرقة أو قطعة من الآخرين وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو العالية ، ومجاهد ، وعطاء بن أبي رباح ، والضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                      ثلة من الأولين يعني من سابقي هذه الأمة ، وثلة من الآخرين من هذه الأمة من آخرها .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم لما فرغ سبحانه مما أعده لأصحاب اليمين شرع في ذكر أصحاب الشمال وما أعده لهم فقال : وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال الكلام في إعراب هذا وما فيه من التفخيم كما سبق في أصحاب اليمين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : في سموم وحميم إما خبر ثان لأصحاب الشمال أو خبر مبتدأ محذوف ، والسموم : حر النار ، والحميم : الماء الحار الشديد الحرارة ، وقد سبق بيان معناه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل السموم : الريح الحارة التي تدخل في مسام البدن .

                                                                                                                                                                                                                                      وظل من يحموم اليحموم يفعول من الأحم : وهو الأسود ، والعرب تقول أسود يحموم : إذا كان شديد السواد ، والمعنى : أنهم يفزعون إلى الظل فيجدونه ظلا من دخان جهنم شديد السواد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل وهو مأخوذ من الحم وهو الشحم المسود باحتراق النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل مأخوذ من الحمم وهو الفحم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الضحاك : النار سوداء وكل ما فيها أسود .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم وصف هذا الظل بقوله : لا بارد ولا كريم أي ليس كغيره من الظلال التي تكون باردة ، بل هو حار لأنه من دخان نار جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال سعيد بن المسيب : " ولا كريم " : أي ليس فيه حسن منظر وكل ما لا خير فيه ليس بكريم قال الضحاك : " ولا كريم " ولا عذب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الفراء : العرب تجعل الكريم تابعا لكل شيء نفت عنه وصفا تنوي به الذم ، تقول : ما هو بسمين ولا بكريم ، وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ذكر سبحانه أعمالهم التي استحقوا بها العذاب فقال : إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وهذه الجملة تعليل لما قبلها : أي إنهم كانوا قبل هذا العذاب النازل بهم مترفين في الدنيا : أي منعمين بما لا يحل لهم ، والمترف المتنعم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال السدي : مشركين ، وقيل متكبرين ، والأول أولى .

                                                                                                                                                                                                                                      وكانوا يصرون على الحنث العظيم الحنث الذنب : أي يصرون على الذنب العظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الواحدي : قال أهل التفسير : عني به الشرك : أي كانوا لا يتوبون عن الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      وبه قال الحسن ، والضحاك ، وابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال قتادة ، ومجاهد : هو الذنب العظيم الذي لا يتوبون عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشعبي : هو اليمين الغموس .

                                                                                                                                                                                                                                      وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون الهمزة في الموضعين للإنكار والاستبعاد ، وقد تقدم الكلام على هذا في الصافات ، وفي سورة الرعد ، والمعنى : أنهم أنكروا واستبعدوا أن يبعثوا بعد الموت ، وقد صاروا عظاما وترابا ، والمراد أنه صار لحمهم وجلودهم ترابا وصارت عظامهم نخرة بالية ، والعامل في الظرف ما يدل عليه مبعوثون ، لأن ما بعد الاستفهام لا يعمل فيما قبله : أي أنبعث إذا متنا ؟ إلخ .

                                                                                                                                                                                                                                      أوآباؤنا الأولون معطوف على الضمير في لمبعوثون لوقوع الفصل بينهما بالهمزة ، والمعنى : أن بعث آبائهم الأولين أبعد لتقدم موتهم ، وقرئ " وآباؤنا " .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يجيب عليهم ويرد استبعادهم فقال : قل إن الأولين والآخرين لمجموعون أي قل لهم يا محمد إن الأولين من الأمم والآخرين منهم الذي أنتم من جملتهم لمجموعون بعد البعث إلى ميقات يوم معلوم وهو يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم إنكم أيها الضالون المكذبون هذا وما بعده من جملة ما هو داخل تحت القول ، وهو معطوف على إن الأولين ، ووصفهم سبحانه بوصفين قبيحين ، وهما الضلال عن الحق ، والتكذيب له .

                                                                                                                                                                                                                                      لآكلون من شجر من زقوم أي لآكلون في الآخرة من شجر كريه المنظر كريه الطعم ، وقد تقدم تفسيره في سورة الصافات ، و " من " الأولى لابتداء الغاية ، والثانية بيانية ، ويجوز أن تكون الأولى مزيدة ، والثانية بيانية ، وأن تكون الثانية مزيدة ، والأولى للابتداء .

                                                                                                                                                                                                                                      فمالئون منها البطون أي مالئون من شجر الزقوم بطونكم لما يلحقكم من شدة الجوع .

                                                                                                                                                                                                                                      فشاربون عليه من الحميم الضمير في عليه عائد إلى الزقوم ، والحميم الماء الذي قد بلغ حره إلى الغاية ، والمعنى : فشاربون على الزقوم عقب أكله من الماء الحار ، ويجوز أن يعود الضمير إلى " شجر " لأنه يذكر ويؤنث .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يعود إلى الأكل المدلول عليه بقوله : لآكلون وقرئ " من شجرة " بالإفراد .

                                                                                                                                                                                                                                      فشاربون شرب الهيم قرأ الجمهور " شرب الهيم " بفتح الشين ، وقرأ نافع ، وعاصم ، وحمزة بضمها ، وقرأ مجاهد ، وأبو عثمان النهدي بكسرها ، وهي لغات .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو زيد : سمعت العرب تقول بضم الشين وفتحها وكسرها .

                                                                                                                                                                                                                                      قال المبرد : الفتح على أصل المصدر والضم اسم المصدر ، والهيم : الإبل العطاش التي لا تروى لداء يصيبها ، وهذه الجملة بيان لما قبلها : أي لا يكون شربكم شربا معتادا بل يكون مثل شرب الهيم التي تعطش ولا تروى بشرب الماء ، ومفرد الهيم أهيم ، والأنثى هيماء .

                                                                                                                                                                                                                                      قال قيس بن الملوح :


                                                                                                                                                                                                                                      يقال به داء الهيام أصابه     وقد علمت نفسي مكان شفائيا

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الضحاك ، وابن عيينة ، والأخفش ، وابن كيسان : الهيم الأرض السهلة ذات الرمل ، والمعنى : أنهم يشربون كما [ ص: 1448 ] تشرب هذه الأرض الماء ولا يظهر له فيها أثر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال في الصحاح : الهيام بالضم : أشد العطش ، والهيام كالجنون من العشق ، والهيام : داء يأخذ الإبل تهيم في الأرض لا ترعى ، يقال ناقة هيماء ، والهيماء أيضا : المفازة لا ماء بها ، والهيام بالفتح : الرمل الذي لا يتماسك في اليد للينه ، والجمع هيم مثل قذال وقذل ، والهيام بالكسر الإبل العطاش .

                                                                                                                                                                                                                                      هذا نزلهم يوم الدين قرأ الجمهور " نزلهم " بضمتين ، وروي عن أبي عمرو ، وابن محيصن بضمة وسكون ، وقد تقدم أن النزل ما يعد للضيف ، ويكون أول ما يأكله ، ويوم الدين يوم الجزاء وهو يوم القيامة ، والمعنى : أن ما ذكر من شجر الزقوم وشراب الحميم هو الذي يعد لهم ويأكلونه يوم القيامة ، وفي هذا تهكم بهم ، لأن النزل هو ما يعد للأضياف تكرمة لهم ، ومثل هذا قوله : فبشرهم بعذاب أليم [ آل عمران : 21 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد أخرج الحاكم وصححه ، والبيهقي عن أبي أمامة قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم . أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله ذكر في القرآن شجرة مؤذية ، وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها : قال : وما هي ؟ قال : السدر فإن لها شوكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس الله يقول : في سدر مخضود ؟ يخض الله شوكه ، فيجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فإنها تنبت ثمرا يتفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما منها لون يشبه الآخر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي داود ، والطبراني ، وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن عيينة بن عبد السلمي قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها : يعني الطلح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود : يعني الخصي منها ، فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : " سدر مخضود " قال : خضده وقره من الحمل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر من طرق عنه قال : المخضود الذي لا شوك فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عنه أيضا قال : المخضود الموقر الذي لا شوك فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي وهناد وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن مردويه عن علي بن أبي طالب في قوله : " وطلح منضود " قال : هو الموز .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن المنذر عن أبي هريرة مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أنه قرأ " وطلع منضود " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال : قرأت على علي بن أبي طالب " وطلح منضود " فقال علي : ما بال الطلح ، أما تقرأ " وطلع " ؟ ثم قال : " طلع نضيد " [ ق : 10 ] ، فقيل له : يا أمير المؤمنين أنحكها في المصحف ؟ قال : لا يهاج القرآن اليوم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : " منضود " قال : بعضه على بعض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ، ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، اقرءوا إن شئتم " وظل ممدود " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري وغيره نحوه من حديث أنس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ، ومسلم وغيرهما نحوه من حديث أبي سعيد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والترمذي وحسنه والنسائي وغيرهم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : وفرش مرفوعة قال : ارتفاعها كما بين السماء والأرض ، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الترمذي بعد إخراجه هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد انتهى ، ورشدين ضعيف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي وهناد وعبد بن حميد ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : " إنا أنشأناهن إنشاء " قال : إن المنشئات التي كن في الدنيا عجائز عمشا رمصا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الترمذي : بعد إخراجه غريب ، وموسى ، ويزيد ضعيفان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطيالسي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، وابن قانع ، والبيهقي في البعث عن سلمة بن يزيد الجعفي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله : إنا أنشأناهن إنشاء قال : الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال : خلقهن غير خلقهن الأول .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عنه أبكارا قال : عذارى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في البعث من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : عربا قال : عواشق " أترابا " يقول : مستويات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عنه عربا قال : عواشق لأزواجهن وأزواجهن لهن عاشقون " أترابا " قال : في سن واحد ثلاثا وثلاثين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : العروب الملقة لزوجها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه بسند حسن عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال : جميعهما من هذه الأمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود الطيالسي ، ومسدد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه عن أبي بكرة : في قوله : ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال : هما جميعا من هذه الأمة .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن عدي ، وابن مردويه قال السيوطي بسند ضعيف عن ابن عباس في قوله : ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما جميعا من أمتي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن مردويه عن ابن عباس قال : الثلتان جميعا من هذه الأمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن ابن [ ص: 1449 ] عباس في قوله : وظل من يحموم قال : من دخان أسود ، وفي لفظ : من دخان جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : شرب الهيم قال : الإبل العطاش .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية