الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3204 - لا تتكلموا بالحكمة عند الجاهل .

                                                                                            7779 - سمعت أبا سعيد الخليل بن أحمد القاضي ، في دار الأمير السديد أبي صالح منصور بن نوح بحضرته يصيح برواية هذا الحديث ، فقال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا عبيد الله بن محمد العبسي ، ثنا أبو المقدام هشام بن زياد ، ثنا محمد بن كعب القرظي ، قال : شهدت عمر بن عبد العزيز ، وهو أمير علينا بالمدينة للوليد بن عبد الملك وهو شاب غليظ ممتلئ الجسم ، فلما استخلف أتيته بخناصرة فدخلت عليه وقد قاسى ما قاسى ، فإذا هو قد تغيرت حالته عما كان ، ثم ذكر الحديث وزاد فيه : " ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار ، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله - عز وجل - ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق مما في يده " ، وقال : " أفأنبئكم بشر من هذا ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " من لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة ، ولا يغفر ذنبا ، أفأنبئكم بشر من هذا ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله . قال : " من لا يرجى خيره ، ولا يؤمن شره ، إن عيسى ابن مريم - صلوات الله عليه وسلامه - قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا [ ص: 385 ] تتكلموا بالحكمة عند الجاهل فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تظلموا ظالما ، ولا تكافئوا ظالما فيبطل فضلكم عند ربكم ، يا بني إسرائيل الأمر ثلاث : أمر تبين غيه فاجتنبوه ، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله - عز وجل - " .

                                                                                            هذا حديث صحيح قد اتفق هشام بن زياد النصري ومصادف بن زياد المديني على رواية عن محمد بن كعب القرظي - والله أعلم - . ولم أستجز إخلاء هذا الموضع منه فقد جمع آدابا كثيرة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية