الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب في فضل العجم

                                                                                                          3932 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش حدثنا صالح بن أبي صالح مولى عمرو بن حريث قال سمعت أبا هريرة يقول ذكرت الأعاجم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأنا بهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بكر بن عياش وصالح بن أبي صالح هذا يقال له صالح بن مهران مولى عمرو بن حريث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          بالتحريك ضد العرب .

                                                                                                          قوله : ( ذكرت الأعاجم ) أي : بالمدح ، أو الذم " لأنا بهم ، أو ببعضهم أوثق " أي : أرجى في [ ص: 299 ] الاعتماد على طلب الدين " مني بكم ، أو ببعضكم " ، قال المظهر : أنا مبتدأ ، وأوثق خبره ، ومني صلة " أوثق " ، والباء في بهم مفعوله و أو عطف على بهم ، والباء في بكم مفعول فعل مقدر يدل عليه أوثق و أو فى أو ببعضكم عطف على بكم ، إما متعلق أيضا بأوثق إذ هو في قوة الوثوق وزيادة ، فكأنه فعلان جاز أن يعمل في مفعولين ، أو بآخر دل عليه الأول ، والمعنى وثوقي واعتمادي بهم ، أو ببعضهم أكثر من وثوقي بكم ، أو ببعضكم ، قال الطيبي : الأول من باب العطف على الانسحاب ، والثاني من باب العطف على التقدير ، والمخاطبون بقوله بكم ، أو ببعضكم قوم مخصوصون دعوا إلى الإنفاق في سبيل الله فتقاعدوا عنه فهو كالتأنيب والتعيير عليهم ، ويدل عليه قوله تعالى : إن تتولوا يستبدل قوما غيركم فإنه جاء عقيب قوله تعالى : أضغانكم هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل يعني أنتم هؤلاء المشاهدون بعد ممارستكم الأحوال وعلمكم بأن الإنفاق في سبيل الله خير لكم تدعون إليه فتثبطون عنه وتتولون ، فإن استمر توليكم يستبدل الله قوما غيركم : بذالون لأرواحهم وأموالهم في سبيل الله ، ولا يكونوا أمثالكم في الشح المبالغ ، هو تعريض وبعث لهم على الإنفاق ، فلا يلزم منه التفضيل قال القاري : إن كان مراده أنه لا يلزم التفضيل مطلقا فهو خلاف الكتاب والسنة مع أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وإن كان مراده لا يلزم التفضيل المطلق فهو صحيح ، إذ يدل على أنهم في بعض الصفات أفضل من العرب ولا بدع أن يوجد في المفضول زيادة فضيلة بالنسبة إلى بعض فضائل الفاضل ، فجنس العرب أفضل من جنس العجم بلا شبهة ، وإنما الكلام في بعض الأفراد . قوله : ( وصالح هو ابن مهران ) بكسر الميم وسكون الهاء قال في التقريب : صالح بن أبي صالح الكوفي مولى عمرو بن حريث ، واسم أبيه مهران ، ضعيف من الرابعة .




                                                                                                          الخدمات العلمية