الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تأب ]

                                                          تأب : تيأب : اسم موضع . قال عباس بن مرداس السلمي :


                                                          فإنك عمري ، هل أريك ظعائنا سلكن على ركن الشطاة ، فتيأبا .



                                                          والتوأبانيان : رأسا الضرع من الناقة . وقيل : التوأبانيان قادمتا الضرع . قال ابن مقبل :

                                                          فمرت على أظراب هر ، عشية ، لها توأبانيان لم يتفلفلا .

                                                          لم يتفلفلا أي : لم يظهرا ظهورا بينا ، وقيل : لم تسود حلمتاهما . ومنه [ ص: 207 ] قول الآخر :


                                                          طوى أمهات الدر ، حتى كأنها     فلافل . . . . . . . . .



                                                          أي : لصقت الأخلاف بالضرة كأنها فلافل . قال أبو عبيدة : سمى ابن مقبل خلفي الناقة توأبانيين ، ولم يأت به عربي ، كأن الباء مبدلة من الميم . قال أبو منصور : والتاء في التوأبانيين ليست بأصلية . قال ابن بري ، قال الأصمعي : التوأبانيان الخلفان ، قال : ولا أدري ما أصل ذلك . يريد لا أعرف اشتقاقه ، ومن أين أخذ . قال : وذكر أبو علي الفارسي أن أبا بكر بن السراج عرف اشتقاقه ، فقال : توأبان فوعلان من الوأب ، وهو الصلب الشديد ; لأن خلف الصغيرة فيه صلابة ، والتاء فيه بدل من الواو ، وأصله ووأبان ، فلما قلبت الواو تاء صار توأبان ، وألحق ياء مشددة زائدة ، كما زادوها في أحمري ، وهم يريدون أحمر ، وفي عارية وهم يريدون عارة ، ثم ثنوه فقالوا : توأبانيان . والأظراب : جمع ظرب ، وهو الجبيل الصغير . ولم يتفلفلا أي : لم يسودا . قال : وهذا يدل على أنه أراد القادمتين من الخلف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية