الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8724 ) فصل : فإن أعتقه الورثة صح عتقهم ; لأنه ملك لهم ، فصح عتقهم له ، ولأن السيد لو أعتقه نفذ عتقه ، وهم يقومون مقام موروثهم ، ويكون ولاؤه لهم ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم { : إنما الولاء لمن أعتق } . وإن أعتق بعضهم نصيبه ، فعتق عليه كله ، قوم عليه نصيب شركائه ، وكان ولاؤه له . وإن لم يسر عتقه ; لكونه معسرا ، أو لغير ذلك ، فله ولاء ما أعتقه ; للخبر ، ولأنه منعم عليه بالعتق ، فكان الولاء له كغير المكاتب . وقال القاضي : إن أعتقوه كلهم قبل عجزه ، كان الولاء للسيد ، وإن أعتق بعضهم ، لم يسر عتقه ، ثم ينظر ; فإن أدى إلى الباقين ، عتق كله ، وكان ولاؤه للسيد ، وإن عجز فردوه إلى الرق ، كان ولاء نصيب المعتق له ; لأنه لولا إعتاقه ، لعاد سهمه رقيقا ، كسهام سائر الورثة ، فلما أعتقه ، كان هو المنعم عليه فكان الولاء له دونهم .

                                                                                                                                            فأما إن أبرأه الورثة كلهم ، عتق ، [ ص: 350 ] وكان ولاؤه على الروايتين اللتين ذكرناهما ، فيما إذا أدى إليهم ; لأن الإبراء جرى مجرى استيفاء ما عليه . ويحتمل أن يكون الولاء لهم ; لأنهم أنعموا عليه بما عتق به ، فأشبه ما لو أعتقوه . وإن أبرأه بعضهم من نصيبه ، كان في ولائه ما ذكرناه من الخلاف . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية