الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ؛ فـ " ما " ؛ في موضع نصب؛ إن شئت بـ " أتل " ؛ والمعنى : " تعالوا أتل الذي حرم ربكم عليكم " ؛ وجائز أن تكون " ما " ؛ منصوبة بـ " حرم " ؛ لأن التلاوة بمنزلة القول؛ كأنه قال : " أقول : أي شيء حرم ربكم عليكم؟ أهذا؛ أم هذا؟ " ؛ فجائز أن يكون الذي تلاه عليهم قوله : إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا ؛ ويكون " ألا تشركوا " ؛ منصوبة بمعنى طرح اللام؛ أي : أبين لكم الحرام لئلا تشركوا به شيئا؛ لأنهم [ ص: 304 ] إذا حرموا ما أحل الله فقد جعلوا غير الله - في القبول منه - بمنزلة الله - جل وعز -؛ فصاروا بذلك مشركين؛ ويجوز أن يكون " ألا تشركوا " ؛ محمولا على المعنى؛ فيكون " أتل عليكم ألا تشركوا به شيئا " ؛ فالمعنى : " أتل عليكم تحريم الشرك به " ؛ وجائز أن يكون على معنى " أوصيكم ألا تشركوا به شيئا " ؛ لأن قوله : وبالوالدين إحسانا ؛ محمول على معنى " أوصيكم بالوالدين إحسانا " ؛ وقوله : ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ؛ أي : لا تقتلوا أولادكم من فقر؛ أي : من خوف فقر؛ ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ؛ بدل من " الفواحش " ؛ في موضع نصب؛ المعنى : " لا تقربوا ما ظهر من الفواحش وما بطن " ؛ جاء في التفسير أن ما بطن منها : الزنا؛ وما ظهر : اتخاذ الأخدان؛ والأصدقاء؛ على جهة الريبة؛ وظاهر الكلام أن الذي جرى من الشرك بالله - عز وجل -؛ وقتل الأولاد؛ وجميع ما حرموه مما أحل الله - عز وجل -؛ فواحش؛ فقال : " ولا تقربوا هذه الفواحش مظهرين؛ ولا مبطنين " ؛ والله أعلم؛ وقوله : ذلكم وصاكم به ؛ يدل على معنى ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية