الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) : لا ينعقد الإجماع بأهل البيت وحدهم ، خلافا للشيعة ولا بالأئمة الأربعة عند الأكثرين ، خلافا لأحمد . ولا بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما عند الأكثرين .

            قالوا : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " " اقتدوا بالذين من بعدي " .

            قلنا : يدل على أهلية اتباع المقلد .

            [ ص: 569 ] ومعارض بمثل " أصحابي كالنجوم " و " خذوا شطر دينكم عن الحميراء " .

            التالي السابق


            ش - المسألة السابعة : ذهب الجمهور إلى أنه لا ينعقد الإجماع بأهل البيت وحدهم ، أعني عليا ، والحسن ، والحسين ، وفاطمة ، رضي الله عنهم ، خلافا للشيعة .

            وعند الأكثرين أنه لا ينعقد الإجماع بالأئمة الأربعة : أبي بكر ، [ ص: 570 ] وعمر ، وعثمان ، وعلي ، - رضي الله عنهم - خلافا لأحمد في إحدى روايتيه .

            ولا ينعقد الإجماع أيضا بأبي بكر وعمر وحدهما عند الأكثرين .

            لنا في المطالب الثلاثة ما تقدم من أن دلائل الإجماع لا تدل إلا على [ حجية ] قول جميع الأمة . وهؤلاء بعضهم ، فلا ينعقد الإجماع بهم .

            حجة الشيعة قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت . والخطأ رجس ، فيجب أن يكون أهل البيت مطهرين عنه . وإذا كان أهل البيت مطهرين عن الخطأ يكون إجماعهم حجة .

            [ ص: 571 ] وقوله - عليه السلام - : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي " .

            والجواب عن الأول أن المراد من أهل البيت في الآية ، أزواج الرسول - عليه السلام - ; لأن ما قبل الآية وما بعدها خطاب معهن .

            والجواب عن الثاني أن الخبر من باب الآحاد ، وعند الشيعة لا يجوز العمل به .

            ولئن سلمنا جواز العمل به ، لكن يقتضي وجوب التمسك بالكتاب والعترة . . . . وذلك مسلم . ولكن لم قلتم : إن قول العترة وحدها حجة والقائلون بانعقاد الإجماع بالأئمة الأربعة تمسكوا بقوله ، عليه [ ص: 572 ] السلام : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " فإنه يدل على وجوب اتباع سنتهم ، كما يدل على وجوب سنته ، - عليه السلام - . وإذا كان اتباع سنتهم واجبا ، كان إجماعهم حجة .

            واحتج القائلون بانعقاد الإجماع بالشيخين بقوله - عليه السلام - : " اقتدوا بالذين من بعدي : أبي بكر وعمر " .

            والجواب عنهما أن الحديثين لا يدلان إلا على أن للأئمة الأربعة وللشيخين أهلية اتباع المقلدين لهم ، لا على أن إجماعهم حجة .

            وأيضا معارض بمثل : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " . [ ص: 573 ] و " خذوا شطر دينكم عن الحميراء " مع أن قول كل واحد من الصحابة وقولها ليس بحجة .




            الخدمات العلمية