الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين .

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا : استئناف؛ كما مر؛ كأنه قيل: ماذا صنعوا بعد هذا البيان الشافي؛ والأمر المكرر؟ فقيل: قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ؛ حتى يتبين لنا البقرة المأمور بها؛ قال ؛ أي موسى - عليه السلام -؛ بعد المناجاة إلى الله (تعالى)؛ ومجيء البيان: إنه (تعالى) يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها : إسناد البيان في كل مرة إلى الله - عز وجل - لإظهار كمال المساعدة في إجابة مسؤولهم بقولهم "يبين لنا"؛ وصيغة الاستقبال لاستحضار الصورة؛ و"الفقوع": نصوع الصفرة؛ وخلوصها؛ ولذلك يؤكد به؛ ويقال: "أصفر فاقع"؛ كما يقال: "أسود حالك"؛ و"أحمر قانئ"؛ وفي إسناده إلى اللون؛ مع كونه من أحوال الملون؛ لملابسته به؛ ما لا يخفى من فضل تأكيد؛ كأنه قيل: "صفراء شديدة الصفرة صفرتها"؛ كما في "جد جده"؛ وعن الحسن - رضي الله عنه -: "سوداء شديدة السواد"؛ وبه فسر قوله (تعالى): [ ص: 112 ] جمالت صفر ؛ قيل: ولعل التعبير عن السواد بالصفرة لما أنها من مقدماته؛ وإما لأن سواد الإبل يعلوه صفرة؛ ويأباه وصفها بقوله (تعالى): تسر الناظرين ؛ كما يأباه وصفها بفقوع اللون. والسرور: لذة في القلب عند حصول نفع؛ أو توقعه؛ من "السر"؛ عن علي - رضي الله عنه -: "من لبس نعلا صفراء قل همه".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية