الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : أن تقولوا إنما أنـزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ؛ قال بعضهم : معناه : أنزلناه لئلا تقولوا : إنما أنزل الكتاب؛ أي : أنزلناه لتنقطع حجتهم؛ وإن كانت الحجة لله - عز وجل -؛ لأن الكتب التي أنزلت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كانت فيها الحجة؛ ولم يكن الله - عز وجل - ليترك خلقه سدى بغير حجة؛ ولكن في تنزيل الكتاب؛ والنبي - صلى الله عليه وسلم - غاية الحجة؛ والزيادة في الإبانة. [ ص: 307 ] وقال البصريون : معناه : " أنزلناه كراهة أن تقولوا " ؛ ولا يجيزون إضمار " لا " ؛ لا يقولون : " جئت أن أكرمك " ؛ أي : " لئلا أكرمك " ؛ ولكن يجوز : " فعلت ذلك أن أكرمك " ؛ على إضمار " محبة أن أكرمك " ؛ و " كراهة أن أكرمك " ؛ وتكون الحال تنبئ عن الضمير؛ فالمعنى : " أنزل الكتاب كراهة أن يقولوا : إنما أنزلت الكتب على أصحاب موسى؛ وعيسى؛ وإن كنا عن دراستهم لغافلين ؛ المعنى : " وما كنا إلا غافلين عن تلاوة كتبهم " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية