الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون

                                                                                                                                                                                                                                      105 - يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم انتصب "أنفسكم" بـ "عليكم". وهو من أسماء الأفعال، أي: الزموا إصلاح أنفسكم، والكاف والميم في "عليكم" في موضع جر; لأن اسم الفاعل هو الجار والمجرور لا "على" وحدها لا يضركم رفع على الاستئناف، أو جزم على جواب الأمر، وإنما ضمت الراء إتباعا لضمة الضاد من ضل إذا اهتديتم كان المؤمنون تذهب أنفسهم [ ص: 481 ] حسرة على أهل العناد من الكفرة، يتمنون دخولهم في الإسلام، فقيل لهم: عليكم أنفسكم وما كلفتم من إصلاحها لا يضركم الضلال عن دينكم إذا كنتم مهتدين. وليس المراد: ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإن تركهما مع القدرة عليهما لا يجوز إلى الله مرجعكم جميعا رجوعكم فينبئكم بما كنتم تعملون ثم يجزيكم على أعمالكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية