الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          محش

                                                          محش : محش الرجل : خدشه . ومحشه الحداد يمحشه محشا : سحجه . وقال بعضهم : مر بي حمل فمحشني محشا ، وذلك إذا سحج جلده من غير أن يسلخه . قال أبو عمرو : يقولون مرت بي غرارة فمحشتني أي سحجتني ، وقال الكلابي : أقول مرت بي غرارة فمشنتني . والمحش : تناول من لهب يحرق الجلد ويبدي العظم فيشيط أعاليه ولا ينضجه . وامتحش الخبز : احترق . ومحشته النار وامتحشته : أحرقته ، وكذلك الحر . وأمحشه الحر : أحرقه . وخبز محاش : محرق ، وكذلك الشواء . وسنة ممحشة ومحوش : محرقة بجدبها . وهذه سنة أمحشت كل شيء إذا كانت جدبة . والمحاش ، بالضم : المحترق . وامتحش فلان غضبا ، وامتحش : احترق . وامتحش القمر : ذهب ، حكي عن ثعلب : والمحاش بالكسر : القوم يجتمعون من قبائل يحالفون غيرهم من الحلف عند النار ، قال النابغة :


                                                          جمع محاشك يا يزيد ، فإنني أعددت يربوعا لكم ، وتميما

                                                          وقيل : يعني صرمة وسهما ومالكا بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض وضبة بن سعد لأنهم تحالفوا بالنار . فسموا المحاش . ابن الأعرابي في قوله جمع محاشك : سب قبائل فصيرهم كالشيء الذي أحرقته النار . يقال : محشته النار وأمحشته أي أحرقته . وقال أعرابي : من حر كاد أن يمحش عمامتي . قال : وكانوا يوقدون نارا لدى الحلف ليكون أوكد . ويقال : ما أعطاني إلا محشي خناق قمل وإلا محشا خناق قمل ، فأما المحشي فهو ثوب يلبس تحت الثياب ويحتشى به ، وأما محشا فهو الذي يمحش البدن بكثرة وسخه وإخلاقه . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : يخرج ناس من النار قد امتحشوا وصاروا حمما ، معناه قد احترقوا وصاروا فحما . والمحش : احتراق الجلد وظهور العظم ، ويروى : امتحشوا على ما لم يسم فاعله . والمحش : إحراق النار الجلد . ومحشت جلده أي أحرقته وفيه لغة أخرى أمحشته بالنار ، عن ابن السكيت والامتحاش : الاحتراق . وفي حديث ابن عباس : أتوضأ من طعام أجده حلالا لأنه محشته النار ; قاله منكرا على من يوجب الوضوء مما مسته النار . ومحاش الرجل : الذين يجتمعون إليه من قومه وغيرهم . والمحاش ، بفتح الميم : المتاع والأثاث . والمحاش : بطنان من بني عذرة محشوا بعيرا على النار اشتووه واجتمعوا عليه فأكلوه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية