الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وكذلك نصرف الآيات [105]

                                                                                                                                                                                                                                        الكاف في موضع نصب، أي: ونصرف الآيات مثل ما تلونا عليك وليقولوا درست قال أبو جعفر : قد ذكرنا ما فيه من القراءات. وروى شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن التميمي، عن ابن عباس : وليقولوا درست قال: قرأت وتعلمت، وفي الكلام حذف، أي: وليقولوا درست صرفناها.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : هذا كما تقول: كتب فلان هذا الكتاب لحتفه، أي: آل أمره إلى ذا، وكذا لما صرفت الآيات آل أمرهم إلى أن قالوا درست وتعلمت.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وفي المعنى قول آخر حسن، وهو أن يكون معنى نصرف الآيات نأتي بها آية بعد آية ليقولوا درست علينا، فيذكرون [ ص: 89 ] الأول بالآخر، فهذا حقيقة، والذين قال أبو إسحاق مجاز.

                                                                                                                                                                                                                                        ومن قرأ (درست) فأحسن ما قيل فيه أن المعنى: ولئلا يقولوا انقطعت وامحت، وليس يأتي محمد - صلى الله عليه وسلم – بغيرها، وأحسن ما قيل في (دارست) أن معناه: دارستنا، فيكون معناه كمعنى درست، وقيل: معناه دارست أهل الكتاب، فهذا أيضا مجاز، كما قال:


                                                                                                                                                                                                                                        137 - فللموت ما تلد الوالده



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية