الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مزق

                                                          مزق : المزق : شق الثياب ونحوها . مزقه يمزقه مزقا ومزقه فانمزق تمزيقا وتمزق : خرقه ، ومنه قول العجاج :


                                                          بحجبات يتثقبن البهر كأنما يمزقن باللحم الحور

                                                          والحور : جلود حمر ، والبهر : الأوساط . وفي حديث كتابه إلى كسرى : لما مزقه دعا عليهم أن يمزقوا كل ممزق ، التمزيق التخريق والتقطيع ، وأراد بتمزيقهم تفرقهم وزوال ملكهم وقطع دابرهم . والمزقة : القطعة من الثوب . وثوب مزيق ومزق الأخيرة على النسب . وحكى اللحياني : ثوب أمزاق ومزق . ويقال : ثوب مزيق ممزوق متمزق وممزق ، وسحاب مزق على التشبيه كما قالوا كسف . والمزق : القطع من الثوب الممزوق ، والقطعة منها مزقة . الليث : يقال صار الثوب مزقا أي قطعا ، قال : ولا يكادون يقولون مزقة للقطعة [ ص: 67 ] ، الواحدة ، وكذلك مزق السحاب قطعه . ومزق العرض : شتمه . ومزق عرضه يمزقه مزقا : كهرده . وناقة مزاق ، بكسر الميم ، ونزاق عن يعقوب : سريعة جدا يكاد يتمزق عنها جلدها من نجائها ، وزاد في التهذيب : ناقة شوشاة مزاق سريعة ، قال الليث : سميت مزاقا لأن جلدها يكاد يتمزق عنها من سرعتها ، وأنشد :


                                                          فجاء بشوشاة مزاق ترى بها     ندوبا من الأنساع : فذا وتوأما

                                                          وقال غيره : فرس مزاق سريعة خفيفة ، قال ذو الرمة :


                                                          أفاءوا كل شاذبة مزاق     براها القود ، واكتست اقورارا

                                                          وفي النوادر : مازقت فلانا ونازقته منازقة أي سابقته في العدو . ومزيقياء : لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جد الأنصار ، قيل : إنه كان يمزق كل يوم حلة فيخلعها على أصحابه ، وقيل : إنه كان يلبس كل يوم حلتين فيمزقهما بالعشي ، ويكره أن يعود فيهما ويأنف أن يلبسهما أحد غيره ، وقيل : سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم ثوبا ، فإذا أمسى مزقه ووهبه ، وقال :


                                                          أنا ابن مزيقيا عمرو ، وجدي     أبوه عامر ، ماء السماء

                                                          وفي حديث ابن عمر : أن طائرا مزق عليه ، أي ذرق ورمى بسلحه عليه ، مزق الطائر بسلحه يمزق ويمزق مزقا : رمى بذرقه . والمزقة : طائر ، وليس بثبت . والممزق : لقب شاعر من عبد القيس ، بكسر الزاي ، وكان الفراء يفتحها ، وإنما لقب بذلك لقوله :


                                                          فإن كنت مأكولا ، فكن خير آكل     وإلا فأدركني ، ولما أمزق

                                                          قال ابن بري : وحكى المفضل الضبي عن أحمد اللغوي أن الممزق العبدي سمي بذلك لقوله :


                                                          فمن مبلغ النعمان أن ابن أخته     على العين ، يعتاد الصفا ويمزق

                                                          ومعنى يمزق يغني . قال : وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في الممزق ، إلا أن المعروف في هذا البيت يمرق ، بالراء . والتمريق ، بالراء : الغناء ؛ فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف ، وقال الآمدي : الممزق ، بالفتح ، هو شأس بن نهار العبدي ؛ سمي بذلك لقوله :


                                                          فإن كنت مأكولا فكن خير آكل

                                                          وأما الممزق ، بكسر الزاي ، فهو الممزق الحضرمي وهو متأخر ، وكان ولده يقال له المخزق ؛ لقوله :


                                                          أنا المخزق أعراض اللئام     كما كان الممزق أعراض اللئام أبي

                                                          وهجا الممزق أبو الشمقمق فقال :


                                                          كنت الممزق مرة     فاليوم قد صرت الممزق
                                                          لما جريت مع الضلال     غرقت في بحر الشمقمق

                                                          والممزق أيضا : مصدر كالتمزيق ، ومنه قوله تعالى : ومزقناهم كل ممزق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية