الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مسخ

                                                          مسخ : المسخ : تحويل صورة إلى صورة أقبح منها ، وفي التهذيب : تحويل خلق إلى صورة أخرى ، مسخه الله قردا يمسخه وهو مسخ ومسيخ ، وكذلك المشوه الخلق . وفي حديث ابن عباس : الجان مسيخ الجن كما مسخت القردة من بني إسرائيل ، الجان : الحيات الدقاق . ومسيخ : فعيل بمعنى مفعول من المسخ ، وهو قلب الخلقة من شيء إلى شيء ، ومنه حديث الضباب : إن أمة من الأمم مسخت وأخشى أن تكون منها . والمسيخ من الناس : الذي لا ملاحة له ، ومن اللحم الذي لا طعم له ، ومن الطعام الذي لا ملح له ولا لون ولا طعم ، وقال مدرك القيسي : هو المليخ أيضا ، ومن الفاكهة ما لا طعم له ، وقد مسخ مساخة ، وربما خصوا به ما بين الحلاوة والمرارة ، قال الأشعر الرقبان ، وهو أسدي جاهلي ، يخاطب رجلا اسمه رضوان :


                                                          بحسبك ، في القوم ، أن يعلموا بأنك فيهم غني مضر     وقد علم المعشر الطارقوك
                                                          بأنك ، للضيف ، جوع وقر     إذا ما انتدى القوم لم تأتهم
                                                          كأنك قد ولدتك الحمر     مسيخ مليخ كلحم الحوار
                                                          فلا أنت حلو ، ولا أنت مر     وقد مسخ كذا طعمه

                                                          أي أذهبه . وفي المثل : هو أمسخ من لحم الحوار أي لا طعم له . أبو عبيد : مسخت الناقة أمسخها مسخا : إذا هزلتها وأدبرتها من التعب والاستعمال ، قال الكميت يصف ناقة :


                                                          لم يقتعدها المعجلون ، ولم     يمسخ مطاها الوسوق والقتب

                                                          قال : ومسحت ، بالحاء : إذا هزلتها ، يقال بالحاء والخاء . وأمسخ الورم : انحل . وفرس ممسوخ : قليل لحم الكفل ، ويكره في الفرس انمساخ حماته أي ضموره . وامرأة ممسوخة : رسحاء ، والحاء أعلى . وامسخت العضد : قل لحمها ، والاسم المسخ . وماسخة : رجل من الأزد ، والماسخية : القسي ، منسوبة إليه لأنه أول من عملها ، قال الشاعر :


                                                          كقوس الماسخي أرن فيها     من الشرعي ، مربوع متين

                                                          والماسخي : القواس ، وقال أبو حنيفة : زعموا أن ماسخة رجل من أزد السراة كان قواسا ، قال ابن الكلبي : هو أول من عمل القسي من العرب . قال : والقواسون والنبالون من أهل السراة كثير لكثرة الشجر بالسراة ، قالوا : فلما كثرت النسبة إليه وتقادم ذلك قيل لكل قواس ماسخي ، وفي تسمية كل قواس ماسخيا ، قال الشماخ في وصف ناقته :


                                                          عنس مذكرة ، كأن ضلوعها     أطر حناها الماسخي بيثرب

                                                          والماسخيات : القسي ، منسوبة إلى ماسخة ، قال الشماخ بن ضرار :


                                                          فقربت مبراة ، تخال ضلوعها     من الماسخيات ، القسي الموترا

                                                          أراد بالمبراة ناقة في أنفها برة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية