الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( فصل ) في تعليق الطلاق بالأزمنة ونحوها إذا ( قال : أنت طالق في شهر كذا أو ) في ( غرته أو ) في ( أوله ) أو في رأسه ( وقع بأول جزء ) ثبت في محل التعليق على ما بحثه الزركشي كونه ( منه ) وعليه فكان الفرق بينه وبين ما مر أول الصوم أن العبرة بالبلد المنتقل إليه لا منه أن الحكم ثم منوط بذاته دون غيرها فنيط الحكم بمحلها بخلافه هنا فإنه منوط بحل العصمة ، وهو غير متقيد بمحل فروعي محل التعليق الذي هو السبب في ذلك الحل ، وذلك لصدق ما علق به حينئذ حتى في الأولى ؛ إذ المعنى فيها إذا جاء شهر كذا ومجيئه يتحقق بمجيء أول جزء منه كما لو علق بدخول دار يقع بحصوله في أولها فإن أراد ما بعد ذلك دين

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              [ ص: 87 ] فصل في تعليق الطلاق بالأزمنة ونحوها )

                                                                                                                              ( قوله : في محل التعليق إلخ ) كذا م ر

                                                                                                                              ( قوله : فكان الفرق إلخ ) يمكن أن يستغنى عن الفرق بأنهما سواء ؛ لأن التعليق سبب الطلاق فاعتبر محله ، واعتبار المنتقل إليه إنما هو لوجوب المستقبل الواقع في المنتقل إليه فليتأمل

                                                                                                                              ( قوله : فإن أراد ما بعد ذلك ) صادق بما لو أراد اليوم الأخير [ ص: 88 ] أو آخر اليوم الأخير ، وقد قال : في أوله ولعله غير مراد في مثل هذا ؛ إذ لا وجه للتديين حينئذ



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( فصل في تعليق الطلاق بالأزمنة ونحوها )

                                                                                                                              ( قوله : ونحوها ) أي غيرها والمشابهة بين الأزمنة وما ذكر معها في مجرد أن كلا مستقل ، وإلا فلا مشابهة بين الزمان والطلاق فيما لو قال : إن طلقتك فأنت طالق ، ولو قال : وما يتبعه لسلم من ذلك ا هـ ع ش

                                                                                                                              ( قوله : أو في رأسه ) أو دخوله أو مجيئه أو ابتدائه أو استقباله أو أول أجزائه نهاية ومغني ( قول المتن : بأول جزء ) أي معه ، وهو أول ليلة منه نهاية ومغني وشرح المنهج

                                                                                                                              ( قوله : ثبت في محل التعليق ) فلو علق ببلده ، وانتقل إلى أخرى ، ورأى فيها الهلال وتبين أنه لم ير في تلك لم يقع الطلاق بذلك قاله الزركشي وظاهر كما قال شيخنا أن محله إذا اختلفت المطالع ا هـ مغني وقوله : وظاهر إلخ كذا في النهاية قال ع ش قوله : وظاهر كما قال إلخ معتمد ا هـ

                                                                                                                              ( قوله : على ما بحثه إلخ ) عبارة النهاية كما بحثه إلخ

                                                                                                                              ( قوله : كونه ) فاعل ثبت والضمير لأول جزء

                                                                                                                              ( قوله : وعليه ) إلى المتن في النهاية

                                                                                                                              ( قوله : وعليه ) أي ما بحثه الزركشي

                                                                                                                              ( قوله : بينه ) أي تحقق أول الشهر إذا علق به الطلاق حيث اعتبر فيه محل التعليق

                                                                                                                              ( قوله : لا منه ) عطف على إليه

                                                                                                                              ( قوله : إن الحكم ) لعل المراد به وجوب الصوم

                                                                                                                              ( قوله : بذاته ) يعني الصائم ا هـ رشيدي

                                                                                                                              ( قوله : فنيط الحكم ) لعل المراد به ثبوت أول الشهر

                                                                                                                              ( قوله : بخلافه هنا ) انظر ما المراد بالحكم هنا ، ولعل الأولى أن يقول : بخلاف حل العصمة فإنه غير متقيد بمحل فروعي إلخ

                                                                                                                              ( قوله : الذي هو السبب ) صفة التعليق

                                                                                                                              ( قوله : وذلك ) أي قول المتن وقع بأول جزء ا هـ ع ش

                                                                                                                              ( قوله : لصدق ما علق به حينئذ ) عبارة المغني والأسنى والنهاية لتحقق الاسم بأول جزء منه ا هـ

                                                                                                                              ( قوله : حتى في الأولى ) هي قوله في شهر كذا ا هـ ع ش

                                                                                                                              ( قوله : يقع ) أي الطلاق بحصوله أي الدخول في أولها أي الدار ، والجار متعلق بالضمير

                                                                                                                              ( قوله : فإن أراد إلخ ) عبارة المغني والأسنى في شرح فيعجز أول يوم منه فإن أراد وسطه أو آخره ، وقد قال : أنت طالق في شهر كذا أو أراد من الأيام أحد الثلاثة الأول منه ، وقد قال : أنت طالق غرته دين لاحتمال ما قاله فيهما ولأن الثلاثة الأول غرر في الثانية ، ولا يقبل ظاهرا ، وإن قال أردت بغرته أو برأسه المنتصف مثلا لم يدين ، وإن قال : أنت طالق في رمضان مثلا ، وهو فيه طلقت في الحال ، وإن قال : وهو فيه أنت طالق في أول رمضان أو إذا جاء رمضان فتطلق في أول رمضان القابل ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله ما بعد ذلك ) أي ما بعد الجزء الأول فيما لو قال : أنت طالق في شهر كذا أما لو قال ذلك في غيره فلا لعدم احتمال لفظه لغير الأول ، وعبارة سم على حج قوله فإن أراد ما بعد ذلك هو صادق بما لو أراد اليوم الأخير أو آخر اليوم الأخير ، وقد قال في أوله : ولعله غير مراد في مثل هذا إذ لا وجه للتديين حينئذ ا هـ أقول خرج بقوله في مثل هذا ما لو قال : أنت طالق في أول الشهر ثم قال : أردت بالأول النصف الأول من الشهر بمعنى الوقوع في آخر جزء من الخامس عشر مثلا فينبغي تديينه لاحتماله اللفظ لما قاله ا هـ ع ش عبارة الرشيدي قوله فأراد [ ص: 88 ] ما بعد ذلك لعله خصوص الأولى ا هـ




                                                                                                                              الخدمات العلمية