الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 596 ] 48- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ في سورة المجادلة

قوله تعالى: إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة .

" أخبرنا عبد الأول بن عيسى ، قال: أبنا ابن المظفر الداودي ، قال: أبنا عبد الله بن أحمد بن حموية ، قال: أبنا إبراهيم بن خريم ، قال: أبنا عبد بن حميد ، قال: حدثني أبو شيبة ، قال: حدثني يحيى بن آدم ، قال: حدثني عبيد الله الأشجعي ، عن سفيان بن سعيد ، عن عثمان بن المغيرة الثقفي ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن علي بن علقمة الأنماري ، عن علي بن أبي طالب ، قال: لما نزلت " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ترى دينارا " ، قال: قلت: لا يطيقونه ، قال: فكم ، قلت: شعيرة ، قال: " إنك لزهيد " ، قال: فنزل أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية ، فبي خفف الله عز وجل عن هذه الأمة [ ص: 597 ] أخبرنا علي بن أبي عمر ، قال: أبنا علي بن أيوب ، قال: أبنا أبو علي بن شاذان ، قال: أبنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب ، قال: أبنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ، قال: أبنا سعيد بن سليمان ، قال: أبنا أبو شهاب ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال: قال علي بن أبي طالب : " آية في كتاب الله عز وجل ما عمل بها أحد من الناس غيري ، آية النجوى ، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم ، فما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي أخبرنا ابن ناصر ، قال: أبنا ابن أيوب ، قال: أبنا ابن شاذان ، قال: أبنا أبو بكر النجاد ، قال: أبنا أبو داود السجستاني ، قال: أبنا أحمد بن محمد ، قال: حدثني علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما " إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة نسختها الآية التي تليها أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال: أبنا عمر بن عبيد الله ، قال: أبنا ابن بشران ، قال: أبنا إسحاق بن أحمد ، قال: أبنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي، قال: أبنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن [ ص: 598 ] عباس رضي الله عنهما " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة نسختها أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات قال أحمد : وأبنا عبد الرزاق ، قال: أبنا ابن عيينة ، عن سليمان الأحول ، عن مجاهد " فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ، قال: أمر أن لا يناجي أحد منهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدق بين يدي ذلك ، وكان أول من تصدق علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، ورضي الله عنه ، فناجاه فلم يناجه أحد غيره ، ثم نزلت الرخصة أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات قال عبد الرزاق : وأبنا معمر ، عن قتادة : إذا ناجيتم الرسول ، إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ، قال: أبنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو طاهر الباقلاوي ، قالا: أبنا أبو علي بن شاذان ، قال: أبنا أحمد بن كامل ، قال: حدثني محمد بن سعد ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثني عمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس رضي الله عنهما " فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ، قال: كان المسلمون يقدمون بين يدي النجوى صدقة ، فلما نزلت الزكاة نسخ هذا .

[ ص: 599 ] قلت كأنه أشار إلى الآية التي بعدها وفيها: فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، قال المفسرون نزل قوله: أأشفقتم أي خفتم بالصدقة الفاقة وتاب الله عليكم ، أي تجاوز عنكم وخفف بنسخ إيجاب الصدقة ، قال مقاتل بن حيان : إنما كان ذلك عشر ليال وقد ذكرنا عن قتادة ، أنه قال: ما كان إلا ساعة من نهار .

التالي السابق


الخدمات العلمية