الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                    [ ص: 343 ] ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 85 ) بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ( 86 ) )

                                                                                                                                                                                                    ينهاهم أولا عن نقص المكيال والميزان إذا أعطوا الناس ، ثم أمرهم بوفاء الكيل والوزن بالقسط آخذين ومعطين ، ونهاهم عن العيث في الأرض بالفساد ، وقد كانوا يقطعون الطريق .

                                                                                                                                                                                                    وقوله : ( بقية الله خير لكم ) قال ابن عباس : رزق الله خير لكم .

                                                                                                                                                                                                    وقال الحسن : رزق الله خير [ لكم ] من بخسكم الناس .

                                                                                                                                                                                                    وقال الربيع بن أنس : وصية الله خير لكم .

                                                                                                                                                                                                    وقال مجاهد : طاعة الله [ خير لكم ] .

                                                                                                                                                                                                    وقال قتادة : حظكم من الله خير لكم .

                                                                                                                                                                                                    وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : " الهلاك " في العذاب ، و " البقية " في الرحمة .

                                                                                                                                                                                                    وقال أبو جعفر بن جرير : ( بقية الله خير لكم ) أي : ما يفضل لكم من الربح بعد وفاء الكيل والميزان ( خير لكم ) أي : من أخذ أموال الناس قال : وقد روي هذا عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                    قلت : ويشبه قوله تعالى : ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ) [ المائدة : 100 ] .

                                                                                                                                                                                                    وقوله : ( وما أنا عليكم بحفيظ ) أي : برقيب ولا حفيظ ، أي : افعلوا ذلك لله عز وجل . لا تفعلوه ليراكم الناس ، بل لله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية