الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تجر ]

                                                          تجر : تجر يتجر تجرا وتجارة : باع وشرى ، وكذلك اتجر وهو افتعل ، وقد غلب على الخمار قال الأعشى :


                                                          ولقد شهدت التاجر ال أمان ، مورودا شرابه .



                                                          وفي الحديث : " من يتجر على هذا فيصلي معه " . قال ابن الأثير : هكذا يرويه بعضهم وهو يفتعل من التجارة ؛ لأنه يشتري بعمله الثواب ولا يكون من الأجر على هذه الرواية ; لأن الهمزة لا تدغم في التاء وإنما يقال فيه يأتجر . الجوهري : والعرب تسمي بائع الخمر تاجرا ، قال الأسود بن يعفر :


                                                          ولقد أروح على التجار مرجلا     مذلا بمالي ، لينا أجيادي .



                                                          أي : مائلا عنقي من السكر . ورجل تاجر ، والجمع تجار ، بالكسر والتخفيف ، وتجار وتجر مثل صاحب وصحب ، فأما قوله :


                                                          إذا ذقت فاها قلت : طعم مدامة     معتقة ، مما يجيء به التجر .



                                                          فقد يكون جمع تجار ، على أن سيبويه لا يطرد جمع الجمع ، ونظيره عند بعضهم قراءة من قرأ : ( فرهن مقبوضة ) ; قال : هو جمع رهان الذي هو جمع رهن وحمله أبو علي على أنه جمع رهن كسحل وسحل ، وإنما ذلك لما ذهب إليه سيبويه من التحجير على جمع الجمع إلا فيما لا بد منه ، وقد يجوز أن يكون التجر في البيت من باب :


                                                          أنا ابن ماوية إذ جد النقر .



                                                          على نقل الحركة ، وقد يجوز أن يكون التجر جمع تاجر كشارف وشرف وبازل وبزل ، إلا أنه لم يسمع إلا في هذا البيت . وفي الحديث : " أن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق " قال ابن الأثير : سماهم فجارا لما في البيع والشراء من الأيمان الكاذبة والغبن والتدليس والربا الذي لا يتحاشاه أكثرهم أو لا يفطنون له ، ولهذا قال في تمامه : " إلا من اتقى الله وبر وصدق " وقيل : أصل التاجر عندهم الخمار يخصونه به من بين التجار ، ومنه حديث أبي ذر : كنا نتحدث أن التاجر فاجر ، والتجر : اسم للجمع ، وقيل : هو جمع ، وقول الأخطل :


                                                          كأن فأرة مسك غار تاجرها     حتى اشتراها بأغلى بيعه التجر .



                                                          قال ابن سيده : أراه على التشبيه كطهر في قول الآخر :


                                                          خرجت مبرأ طهر الثياب .



                                                          [ ص: 215 ] وأرض متجرة : يتجر إليها ، وفي الصحاح : يتجر فيها . وناقة تاجر : نافقة في التجارة والسوق ، قال النابغة :


                                                          عفاء قلاص طار عنها تواجر .



                                                          وهذا كما قالوا في ضدها كاسدة . التهذيب : العرب تقول : ناقة تاجرة إذا كانت تنفق إذا عرضت على البيع لنجابتها ، ونوق تواجر ; وأنشد الأصمعي :


                                                          مجالح في سرها التواجر .



                                                          ويقال : ناقة تاجرة وأخرى كاسدة . ابن الأعرابي : تقول العرب : إنه لتاجر بذلك الأمر أي : حاذق ، وأنشد :


                                                          ليست لقومي بالكتيف تجارة     لكن قومي بالطعان تجار .



                                                          ويقال : ربح فلان في تجارته إذا أفضل ، وأربح إذا صادف سوقا ذات ربح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية