الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ؛ معنى " طفقا " : أخذا في الفعل؛ والأكثر " طفق؛ يطفق " ؛ وقد رويت " طفق؛ يطفق " ؛ بكسر الفاء؛ وقيل : كان ورق الجنة ذلك ورق التين؛ ومعنى يخصفان؛ يجعلان ورقة على ورقة؛ ومنه قيل للخصاف الذي يرقع النعل : " هو يخصف " ؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        أو يخصف النعل لهفي أية صنعا



                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز " يخصفان " ؛ و " يخصفان " ؛ والأصل الكسر في الخاء؛ وفتحها وتشديد الصاد؛ ويكون المعنى : " يختصفان " ؛ وفي هذه الآية دليل على أن أمر التكشف؛ وإظهار السوءة قبيح من لدن [ ص: 328 ] آدم ؛ ألا ترى أنه ذكر عظم شأنها في المعصية؛ فقال : فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ؛ وأنهما بادرا يستتران لقبح التكشف؟ وقوله : ووري عنهما ؛ يجوز فيه " أوري " ؛ لأن الواو مضمومة؛ إن شئت أبدلت منها همزة؛ إلا أن القراءة تتبع في ذلك؛ والقراءة المشهورة؛ وخط المصحف : " ووري " ؛ بالواو؛ ومعنى إلا أن تكونا ملكين ؛ وقوله : ذاقا الشجرة ؛ يدل على أنهما ذاقاها ذوقا؛ ولم يبالغا في الأكل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية