الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل صلاة الليل

                                                                                                          438 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل قال وفي الباب عن جابر وبلال وأبي أمامة قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح قال أبو عيسى وأبو بشر اسمه جعفر بن أبي وحشية واسم أبي وحشية إياس [ ص: 425 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 425 ] قوله : ( عن أبي بشر ) اسمه جعفر بن إياس اليشكري ثقة ( عن حميد بن عبد الرحمن ) ثقة فقيه .

                                                                                                          قوله : ( شهر الله ) صيام شهر الله والإضافة للتعظيم ( المحرم ) بالرفع صفة المضاف قال الطيبي أراد بصيام شهر الله صيام يوم عاشوراء ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرم ، وفي خبر أبي داود وغيره : صم من المحرم واترك ، صم من المحرم واترك . صم من المحرم واترك ، انتهى . قلت : الأمر كما قال القاري ( وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) قال النووي : الحديث حجة أبي إسحاق المروزي عن أصحابنا ومن وافقه على أن صلاة الليل أفضل من السنن الرواتب لأنها تشبه الفرائض : وقال أكثر العلماء : الرواتب أفضل ، والأول أقوى وأوفق لنص هذا الحديث . قال الطيبي : ولعمري إن صلاة التهجد لو لم يكن فيها فضل سوى قوله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وقوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع إلى قوله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين وغيرهما من الآيات لكفاه مزية ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن جابر وبلال وأبي أمامة ) أما حديث جابر فأخرجه مسلم بلفظ : قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة : وأما حديث بلال فلينظر من أخرجه : وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الترمذي في كتاب الدعاء من هذا الكتاب . وفي الباب أحاديث كثيرة ذكرها الحافظ المنذري في كتاب الترغيب .

                                                                                                          [ ص: 426 ] قوله : ( حديث أبي هريرة حديث حسن ) وأخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه .

                                                                                                          قوله : ( وهو جعفر بن أبي وحشية ) بفتح الواو وسكون المهملة وكسر المعجمة وتثقيل التحتانية كذا ضبطه الحافظ في التقريب .




                                                                                                          الخدمات العلمية