الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                    ( قالوا ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ( 91 ) قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط ( 92 ) )

                                                                                                                                                                                                    يقولون : ( ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول ) أي : ما نفهم ولا نعقل كثيرا من قولك ، وفي آذاننا وقر ، ومن بيننا وبينك حجاب . ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) .

                                                                                                                                                                                                    قال سعيد بن جبير ، والثوري : كان ضرير البصر . قال الثوري : وكان يقال له : خطيب الأنبياء . [ ص: 347 ]

                                                                                                                                                                                                    [ وقال السدي : ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) قال : أنت واحد ] .

                                                                                                                                                                                                    [ وقال أبو روق : ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) يعنون : ذليلا; لأن عشيرتك ليسوا على دينك ، فأنت ذليل ضعيف ] .

                                                                                                                                                                                                    ( ولولا رهطك ) أي : قومك وعشيرتك; لولا معزة قومك علينا لرجمناك ، قيل بالحجارة ، وقيل : لسببناك ، ( وما أنت علينا بعزيز ) أي : ليس لك عندنا معزة .

                                                                                                                                                                                                    ( قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله ) يقول : أتتركوني لأجل قومي ، ولا تتركوني إعظاما لجناب الله أن تنالوا نبيه بمساءة . وقد اتخذتم جانب الله ( وراءكم ظهريا ) أي : نبذتموه خلفكم ، لا تطيعونه ولا تعظمونه ، ( إن ربي بما تعملون محيط ) أي : هو يعلم جميع أعمالكم وسيجزيكم بها .

                                                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية