الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مهد

                                                          مهد : مهد لنفسه يمهد مهدا : كسب وعمل . والمهاد : الفراش . وقد مهدت الفراش مهدا : بسطته ووطأته . يقال للفراش . مهاد لوثارته . وفي التنزيل : لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ، والجمع أمهدة ومهد . الأزهري : المهاد أجمع من المهد كالأرض جعلها الله مهادا للعباد ، وأصل المهد التوثير ، يقال : مهدت لنفسي ومهدت أي جعلت لها مكانا وطيئا سهلا . ومهد لنفسه خيرا وامتهده : هيأه وتوطأه ، ومنه قوله تعالى : فلأنفسهم يمهدون ; أي يوطئون ، قال أبو النجم :


                                                          وامتهد الغارب فعل الدمل

                                                          والمهد : مهد الصبي . ومهد الصبي : موضعه الذي يهيأ له ويوطأ لينام فيه . وفي التنزيل : من كان في المهد صبيا ، والجمع مهود . وسهد مهد : حسن ، إتباع . وتمهيد الأمور : تسويتها وإصلاحها . وتمهيد العذر . قبوله وبسطه . وامتهاد السنام : انبساطه وارتفاعه . والتمهد التمكن . أبو زيد : يقال ما امتهد فلان عندي يدا إذا لم [ ص: 142 ] يولك نعمة ولا معروفا . وروى ابن هانئ عنه : يقال ما امتهد فلان عندي مهد ذاك ، بفتح الميم وسكون الهاء ، يقولها يطلب إليه المعروف بلا يد سلفت منه إليه ، ويقولها أيضا للمسيء إليه حين يطلب معروفه أو يطلب له إليه . والمهيد : الزبد الخالص ، وقيل : هي أزكاه عند الإذابة وأقله لبنا . والمهد : النشز من الأرض ; عن ابن الأعرابي ، وأنشد :


                                                          إن أباك مطلق من جهد     إن أنت كثرت قتور المهد

                                                          النضر : المهدة من الأرض ما انخفض في سهولة واستواء . ومهدد : اسم امرأة ، قال ابن سيده : وإنما قضيت على ميم مهدد أنها أصل لأنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة وكانت مدغمة كمسد ومرد ; وهو فعلل ، قال سيبويه : الميم من نفس الكلمة ولو كانت زائدة لأدغم الحرف مثل مفر ومرد فثبت أن الدال ملحقة والملحق لا يدغم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية