الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8 - ذكر ما يدل على أن من الإيمان أن يؤمن العبد بأن لله جنة ونارا .

9 - أخبرنا محمد بن يونس ، ثنا أحمد بن مهدي (ح) ، وأنبأ أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي ، ثنا أحمد بن داود المكي (ح) ، وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد ، (ح) ، وأنبأ علي بن محمد بن نصر ، ثنا معاذ بن المثنى ، (ح) ، وأنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا محمد [ ص: 138 ] بن أيوب ، قالوا : أنبأ مسدد بن مسرهد ، ثنا يحيى القطان ، ثنا عثمان بن غياث ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، وحميد بن عبد الرحمن ، قالا : لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا له شأن القدر ، وما يقولون فيه ، فقال : إذا رجعتم إليهم فقولوا لهم : إن ابن عمر منكم بريء وأنتم منه براء ثلاث مرات ، ثم قال : أخبرني عمر بن الخطاب : أنهم بينما هم جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم جاء رجل حسن الوجه حسن الشعر عليه ثياب بياض فنظر القوم بعضهم إلى بعض ، فقالوا : ما نعرف هذا ولا هذا صاحب سفر ، ثم قال : يا رسول الله أسألك ؟ ، قال : " نعم " ، قال : فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه فقال : ما الإسلام ؟ ، فقال : " الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت " ، قال : فما الإيمان ؟ ، قال : " أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله " ، قال : فما الإحسان ؟ ، قال : " تعمل لله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، قال : فمتى الساعة ؟ ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " ، قال : فما أشراطها ؟ ، قال : " إذا العراة الحفاة العالة رعاء الشاء تطاولوا في البنيان وولدت الإماء أربابها " ، ثم قال : " علي بالرجل " فطلبوه فلم يروا شيئا فلبث يوما أو ثلاثا ثم قال : " يا ابن الخطاب أتدري من السائل عن كذا وكذا ؟ " ، قال : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذاك جبريل عليه السلام جاء يعلمكم دينكم " ،

قال : وسأله رجل من جهينة [ ص: 139 ] أو مزينة ، فقال : يا رسول الله فيم العمل ؟ ، في أمر قد خلا أو مضى أو شيء مستأنف ؟ ، قال : " في شيء قد خلا أو مضى " ، فقال رجل أو بعض القوم : يا رسول الله ففيم العمل ؟ ، فقال : " إن أهل الجنة ميسرون لعمل الجنة وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار "
ا ه .

وأنبأ عمرو بن محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن عمرو ، ثنا أبو كامل فضيل بن حسين ، ثنا أبو معشر البراء ، سمعت عثمان بن غياث ، ثنا عبد الله بن بريدة بإسناده نحوه . ا هـ .

أنبأ يحيى بن عبد الله بن الحارث ومحمد بن إبراهيم بن مروان ، قالا : ثنا أحمد بن علي بن سعيد الحمصي ، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، ثنا أبو معشر البراء ، أنبأ عبيد الله بن العيزار ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر بإسناده نحوه . ا هـ .

وأنبأ خيثمة بن سليمان ، ثنا محمد بن سعد ، (ح) ، وأنبأ عبد الله بن [ ص: 140 ] إبراهيم المقري ، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير ، قال : أنبأ يحيى بن أبي بكير ، ثنا زهير بن معاوية عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أنه حج فلقي عبد الله بن عمر فذكر الحديث بطوله . ا هـ .

رواه عثمان بن سعيد الكوفي ، عن زهير بن معاوية نحوه . وروى هذا الحديث مطر الوراق ، عن عبد الله بن بريدة " فزاد فيه وقدم وأخر بعض الحديث " ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية