الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ( 94 ) وشعر الآدمي طاهر متصله ومنفصله ، في حياة الآدمي وبعد موته . وقال الشافعي ، في أحد [ ص: 61 ] قوليه : إذا انفصل فهو نجس ; لأنه جزء من الآدمي انفصل في حياته ، فكان نجسا كعضوه . ولنا : أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق شعره بين أصحابه ، قال أنس : { لما رمى النبي صلى الله عليه وسلم ونحر نسكه ، ناول الحالق شقه الأيمن ، فحلقه ، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه ، ثم ناوله الشق الأيسر ، فقال : احلقه ، فحلقه وأعطاه أبا طلحة ، فقال : اقسمه بين الناس } . رواه مسلم ، وأبو داود .

                                                                                                                                            وروي أن معاوية أوصى أن يجعل نصيبه منه في فيه إذا مات ، وكانت في قلنسوة خالد شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان نجسا لما ساغ هذا ولما فرقه النبي صلى الله عليه وسلم وقد علم أنهم يأخذونه يتبركون به ، ويحملونه معهم تبركا به ، وما كان طاهرا من النبي صلى الله عليه وسلم كان طاهرا ممن سواه كسائره ; ولأنه شعر متصله طاهر ، فمنفصله طاهر ، كشعر الحيوانات كلها ، وكذلك نقول في أعضاء الآدمي ، ولئن سلمنا نجاستها ، فإنها تنجس من سائر الحيوانات بفصلها في حياته ، بخلاف الشعر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية