الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قتلتم نفسا : منصوب بمضمر؛ كما مرت نظائره؛ والخطاب لليهود المعاصرين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وإسناد القتل والتدارؤ إليهم لما مر من نسبة جنايات الأسلاف إلى الأخلاف؛ توبيخا وتقريعا؛ وتخصيصهما بالإسناد دون ما مر من هناتهم لظهور قبح القتل؛ وإسناده إلى الغير؛ أي: اذكروا وقت قتلكم نفسا محرمة؛ فادارأتم فيها ؛ أي: تخاصمتم في شأنها؛ إذ كل واحد من الخصماء يدافع الآخر؛ أو: تدافعتم بأن طرح كل واحد قتلها إلى آخر؛ وأصله "تدارأتم"؛ فأدغمت التاء في الدال؛ واجتلبت لها همزة الوصل؛ والله مخرج ما كنتم تكتمون ؛ أي: مظهر لما تكتمونه لا محالة؛ والجمع [ ص: 114 ]

                                                                                                                                                                                                                                      بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الاستمرار؛ وإنما أعمل "مخرج"؛ لأنه حكاية حال ماضية؛ .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية