الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب ما جاء في مسح الرأس

                                                                              434 حدثنا الربيع بن سليمان وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا محمد بن إدريس الشافعي قال أنبأنا مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى عن أبيه أنه قال لعبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فقال عبد الله بن زيد نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يديه فغسل يديه مرتين ثم تمضمض واستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( هل تستطيع أن تريني ) من الإراءة والاستفهام إما من الإراءة فرع الرؤية وهي غير لازمة في الصحبة إذ لا يلزم أن كل صحابي رأى وضوءه فيمكن أنه ما رآه فلا يستطيع أن يرى غيره أو لأن الإراءة تتوقف على مساعدة الوقت وحضور الآلات فقد لا يستطيع الإراءة لفقد بعض ذلك ويحتمل أنه من قبيل التلطف في الطلب قوله ( بوضوء ) بفتح الواو وفي رواية البخاري بماء فأفرغ أي صب مرتين مرتين قيل كذا في رواية مالك وعند غيره من الحفاظ ثلاثا فهي تقدم [ ص: 167 ] على رواية حافظ واحد لا يقال إنهما واقعتان لاتحاد مخرجهما والأصل عدم التعدد قوله ( بدأ بمقدم رأسه إلخ ) بيان وتفصيل لقوله فأقبل بهما وأدبر لذلك ترك العاطف ثم ردهما أي يستوعب المسح شعر الرأس بطرفيه فإن الإنسان إذا اكتفى بمجرد الإقبال والإدبار لا يكون مسحه إلا بطرف واحد من شعر الرأس ولا يستوعب الطرفين فمن أراد استيعاب الطرفين فلا بد له من الإقبال بهما والإدبار فهذا ليس من قبيل تكرار المسح وإنما هو من قبيل استيعاب طرف الشعر قيل هو مخصوص بمن له شعر ثم غسل رجليه يحتمل أنه غسل مرة فلذلك ذكر عدده أو أن تركه اختصار من الرواة فيحتمل التثنية والتثليث .




                                                                              الخدمات العلمية