الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 138 ] 810 - باب بيان مشكل ما روي عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى

5146 - حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم بن محمد - وقد زعموا أنه البسري - قال : حدثنا ابن عائذ ، قال : حدثنا الهيثم بن حميد ، قال : أخبرني ثور بن يزيد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن رجلا من الأنصار من بني زريق قذف امرأته ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد ذلك أربع مرات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله آية الملاعنة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أين السائل ؟ إنه قد نزل من الله أمر عظيم " ، فأبى الرجل إلا يلاعنها ، وأبت إلا أن تدرأ عن نفسها العذاب ، فتلاعنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إما هي تجيء به أصيفر أخينس منسول العظام ، فهو للملاعن ، وإما تجيء به أسود كالجمل الأورق ، فهو لغيره فجاءت به أسود كالجمل الأورق ، فدعا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعله لعصبة أمه : " فقال لو ما الأيمان التي مضت ، لكان لي فيه كذا وكذا .

[ ص: 139 ] قال أبو جعفر : فكان هذا الحديث كما رويناه قبله مما ليس فيه بيان أن الملاعن به كان هو الحمل والقذف ، غير أن فيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل المولود لعصبة أمه ، ففي ذلك ما يوجب أن اللعان كان به ، وإذا ثبت أن اللعان كان به ، فوقع الاختلاف فيه بين عبد الله بن عباس وبين عبد الله بن عمرو ، فقال أحدهما : كان قبل وضع أمه إياه ، وقال الآخر : كان بعد وضعها إياه ، كان من أثبت منهما تقدم وضع أمه إياه اللعان به أولى ممن نفاه ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية