الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

                                                                                                                                                                                                                                      أما وأن لهم قدرة على الاعتذار في الجملة ، وذلك مخل بكمال هول اليوم قطعا على أنه قد قضى ببطلانه قوله تعالى : انظر كيف كذبوا على أنفسهم فإنه تعجيب من كذبهم الصريح بإنكار صدور الإشراك عنهم في الدنيا ; أي : انظر كيف كذبوا على أنفسهم في قولهم ذلك ، فإنه أمر عجيب في الغاية ، وأما حمله على كذبهم في الدنيا فتمحل يجب تنزيه ساحة التنزيل عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وضل عنهم ما كانوا يفترون عطف على " كذبوا " ، داخل معه في حكم التعجيب ، و" ما " مصدرية أو موصولة ، قد حذف عائدها ، والمعنى : انظر كيف كذبوا باليمين الفاجرة المغلظة على أنفسهم بإنكار صدور ما صدر عنهم ، وكيف ضل عنهم ; أي : زال وذهب افتراؤهم ، أو ما كانوا يفترونه من الإشراك ، حتى نفوا صدوره عنهم بالكلية وتبرءوا منه بالمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : " ما " عبارة عن الشركاء ، وإيقاع الافتراء عليها مع أنه في الحقيقة واقع على أحوالها من الإلهية ، والشركة ، والشفاعة ، ونحوها ، للمبالغة في أمرها ، كأنها نفس المفترى . وقيل : الجملة كلام مستأنف غير داخل في حيز التعجيب . [ ص: 121 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية