الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : بشرا بين يدي رحمته ؛ و " نشرا " ؛ أيضا؛ بضم النون؛ وفتحها؛ وقرأ عاصم : " بشرا " ؛ بالباء؛ فمن قرأ : " نشرا " ؛ فالمعنى : " وهو الذي ينشر الرياح منشرة؛ نشرا " ؛ ومن قال : " نشرا " ؛ فهو جمع " نشور " ؛ و " نشر " ؛ ومن قرأ : " بشرا " ؛ فهو جمع " بشيرة " ؛ و " بشر " ؛ كما قال - جل وعز - : وهو الذي يرسل الرياح بشرا

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : بين يدي رحمته ؛ أي : بين يدي المطر؛ الذي هو رحمة؛ حتى إذا أقلت سحابا ؛ أي : " حتى إذا أقلت الريح سحابا " ؛ يقال : " أقل فلان الشيء " ؛ إذا هو حمله؛ و " فلان لا يستقل بحمله " ؛ فالمعنى : " حتى إذا حملت سحابا ثقالا " ؛ و " السحاب " : جمع " سحابة " ؛ ثقالا ؛ أي : ثقالا بالماء؛ سقناه لبلد ميت ؛ و " ميت " ؛ جميعا؛ فأنـزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ؛ جائز أن يكون : " فأنزلنا بالسحاب الماء؛ فأخرجنا به من كل الثمرات " ؛ الأحسن - والله أعلم - : " فأخرجنا بالماء من كل الثمرات " ؛ وجائز أن يكون " أخرجنا بالبلد من كل الثمرات " ؛ لأن البلد ليس يخص به ههنا بلد سوى سائر البلدان. [ ص: 346 ] وقوله - عز وجل - : كذلك نخرج الموتى ؛ أي : " مثل ذلك الإخراج الذي أشرنا إليه نخرج الموتى " ؛ وقوله : لعلكم تذكرون ؛ " لعل " : ترج؛ وإنما خوطب العباد على قدر علمهم؛ وما يرجوه بعضهم من بعض؛ والله يعلم أيتذكرون أم لا.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : لعلكم تذكرون ؛ أي : لعلكم بما بيناه لكم تستدلون على توحيد الله؛ وأنه يبعث الموتى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية