الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 96 ) فصل : واختلفت الرواية عن أحمد في الخرز بشعر الخنزير ، فروي عنه كراهته ، وحكي ذلك عن ابن سيرين والحكم ، وحماد ، وإسحاق ، والشافعي لأنه استعمال للعين النجسة ، ولا يسلم من التنجس بها ، فحرم الانتفاع بها ، كجلده . والثانية يجوز الخرز به . قال : وبالليف أحب إلينا ورخص فيه الحسن ومالك ، والأوزاعي ، وأبو حنيفة ; لأن الحاجة تدعو إليه وإذا خرز به شيئا رطبا ، أو كانت الشعرة رطبة نجس ، ولم يطهر إلا بالغسل . قال ابن عقيل : وقد روي عن أحمد أنه لا بأس به ، ولعله قال ذلك لأنه لا يسلم الناس منه ، وفي تكليف غسله إتلاف أموال الناس ، فالظاهر أن أحمد إنما عنى لا بأس بالخرز ، فأما الطهارة فلا بد منها . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية