الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم

                                                                                                                                                                                                        4323 حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى قال عبد الرحمن بن عوف وكان جريحا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : باب ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر الآية كذا لأبي ذر ، وله عن المستملي " باب قوله ولا جناح إلخ " وسقط لغيره " باب " وزادوا أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حجاج ) هو ابن محمد ، ويعلى هو ابن مسلم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى ، قال عبد الرحمن بن عوف وكان جريحا ) في رواية " كان " بغير واو ، كذا وقع عنده مختصرا ، ومقول ابن عباس ما ذكر عن عبد الرحمن ، وقوله " كان جريحا " أي فنزلت الآية فيه . وقال الكرماني : يحتمل هذا ويحتمل أن التقدير قال ابن عباس وعبد الرحمن بن [ ص: 114 ] عوف يقول من كان جريحا فحكمه كذلك فكان عطف الجريح على المريض إلحاقا به على سبيل القياس ، أو لأن الجرح نوع من المرض فيكون كله مقول عبد الرحمن وهو مروي عن ابن عباس . قلت : وسياق ما أورده غير البخاري يدفع هذا الاحتمال ، فقد وقع عند أبي نعيم في " المستخرج " من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حجاج بن محمد قال : كان عبد الرحمن بن عوف جريحا " وهو ظاهر في أن فاعل قال هو ابن عباس ، وأنه لا رواية لابن عباس في هذا عن عبد الرحمن .

                                                                                                                                                                                                        قوله في الآية الكريمة أن تضعوا أسلحتكم رخص لهم في وضع السلاح لثقلها عليهم بسبب ما ذكره من المطر أو المرض ، ثم أمرهم بأخذ الحذر خشية أن يغفلوا فيهجم العدو عليهم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية