الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وإلى مدين أخاهم شعيبا ؛ " مدين " ؛ لا ينصرف؛ لأنه اسم للقبيلة؛ أو البلدة؛ وجائز أن يكون أعجميا؛ وقوله : قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ؛ قال بعض النحويين : لم يكن لشعيب آية إلا النبوة؛ وهذا غلط فاحش؛ قال : " قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل " ؛ فجاء بالفاء جوابا للجزاء؛ فكيف يقول : " قد جاءتكم بينة من ربكم " ؛ ولم يكن له آية إلا النبوة؛ فإن كان مع النبوة آية فقد جاءهم بها؛ وقد أخطأ القائل بقوله : " لم تكن له آية " ؛ ولو ادعى مدع النبوة بغير آية لم تقبل منه؛ ولكن القول في شعيب أن آيته - كما قال - بينة؛ [ ص: 354 ] إلا أن الله - جل ثناؤه - ذكر بعض آيات الأنبياء في القرآن؛ وبعضهم لم يذكر آيته؛ فمن لم تذكر آيته لا يقال : " لا آية له " ؛ وآيات محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تذكر كلها في القرآن؛ ولا أكثرها؛ وقوله : ولا تبخسوا الناس أشياءهم ؛ " البخس " : النقص؛ والقلة؛ يقال : " بخست؛ أبخس " ؛ بالسين؛ و " بخصت عينه " ؛ بالصاد؛ لا غير؛ مثل " فقأت عينيه " ؛ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ؛ أي : لا تعملوا فيها بالمعاصي؛ وبخس الناس؛ بعد أن أصلحها الله بالأمر بالعدل؛ وإرسال الرسل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية