الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 375 ] 73 - باب فرش حروف من سورة القيامة إلى سورة النبإ


1 - ورا برق افتح آمنا يذرون مع يحبون حق كف يمنى علا علا



قرأ نافع فإذا برق البصر بفتح الراء، وقرأ غيره بكسرها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: (بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة) بياء الغيب في الفعلين كما لفظ بهما، وقرأ غيرهم بتاء الخطاب فيهما، وقرأ حفص: من مني يمنى بياء التذكير كلفظه، وقرأ غيره بتاء التأنيث.


2 - سلاسل نون إذ رووا صرفه لنا     وبالقصر قف من عن هدى خلفهم فلا
3 - زكا وقواريرا فنونه إذ دنا     رضا صرفه واقصره في الوقف فيصلا
4 - وفي الثان نون إذ رووا صرفه وقل     يمد هشام واقفا معهم ولا



قرأ نافع والكسائي وشعبة وهشام: (سلسلا) بإثبات التنوين فيه وصلا وإبداله ألفا في الوقف، وقرأ الباقون بحذف التنوين، وهؤلاء الحاذفون اختلفوا في الوقف على هذا اللفظ: فوقف عليه بالقصر أي: حذف الألف مع سكون اللام: ابن ذكوان وحفص والبزي بخلف عنهم، وحمزة وقنبل بلا خلف عنهما، وقرأ من بقي من الحاذفين: وهو أبو عمرو بالمد أي إثبات الألف بعد اللام مع فتحها، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان وحفص والبزي، فيتحصل من هذا كله: أن نافعا والكسائي وشعبة وهشاما يقرءون (سلسلا) بإثبات التنوين وصلا وإبداله ألفا عند الوقف، وأن حمزة وقنبلا يقرءان بحذف التنوين ويسكنون اللام وقفا من غير ألف بلا خلاف عنهما، وأن أبا عمرو يقرأ بحذف التنوين مع إثبات ألف عند الوقف قولا واحدا، وأن حفصا والبزي وابن ذكوان يقرءون بحذف التنوين، ولهم في الوقف إثبات الألف وحذفها، وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وشعبة: (قواريرا) في الموضع الأول وهو: (كانت قواريرا) بإثبات التنوين مع إبداله ألفا عند الوقف.

وقرأ الباقون بحذف التنوين وهؤلاء الحاذفون اختلفوا في الوقف على هذا اللفظ فوقف عليه بالقصر أي حذف الألف مع إسكان الراء [ ص: 376 ] حمزة، ووقف عليه الباقون وهم: أبو عمرو وابن عامر وحفص بالمد أي إثبات الألف مع فتح الراء.

وأما الموضع الثاني وهو: (قوارير من فضة) فقرأ نافع والكسائي وشعبة بإثبات التنوين فيه مع إبداله ألفا عن الوقف، وقرأ الباقون بحذف تنوينه، وهؤلاء اختلفوا في الوقف عليه، فوقف عليه بالألف هشام ووقف عليه الباقون وهم: ابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وحفص وحمزة بحذف الألف مع إسكان الراء. وقول الناظم: (فلا)، مأخوذ من قولهم: (فليت الشعر بكسر الشين إذا تدبرته وعرفت معانيه). (وزكا) من الزكاة وهي النماء والزيادة.


5 - وعاليهم اسكن واكسر الضم إذ فشا     وخضر برفع الخفض عم حلا علا
6 - وإستبرق حرمي نصر وخاطبوا     تشاءون حصن وقتت واوه حلا
7 - وبالهمز باقيهم قدرنا ثقيلا اذ     رسا وجمالات فوحد شذا علا



قرأ نافع وحمزة: (عاليهم) بسكون الياء وكسر ضم الهاء فتكون قراءة غيرهما بفتح الياء وضم الهاء، وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص: خضر برفع خفض الراء، فتكون قراءة غيرهم بخفضها، وقرأ نافع وابن كثير وعاصم: وإستبرق برفع خفض القاف، فتكون قراءة غيرهم بخفضها، فيتلخص من هذا: أن نافعا وحفصا يقرءان (خضر وإستبرق) برفع الخفض فيهما، وأن ابن كثير وشعبة يقرءان بخفض (خضر)، ورفع (وإستبرق)، وأن أبا عمرو وابن عامر يقرءان برفع (خضر)، وخفض (وإستبرق)، وأن حمزة والكسائي يقرءان بخفضهما معا، وقرأ نافع والكوفيون: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) بتاء الخطاب في (تشاؤون)، فتكون قراءة غيرهم بياء الغيب فيه. وقرأ أبو عمرو: (وإذا الرسل وقتت) بواو مضمومة في مكان الهمزة المضمومة في قراءة الباقين، وقرأ نافع والكسائي: فقدرنا بتثقيل الدال، وقرأ غيرهما بتخفيفها، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: (كأنه جمالت صفر) بحذف الألف بعد اللام على التوحيد، وقرأ غيرهم بإثبات الألف على الجمع.

التالي السابق


الخدمات العلمية