الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

                                                                                                                                                                                                الحسنى : المثوبة الحسنى، وزيادة : وما يزيد على المثوبة وهي التفضل; [ ص: 131 ] ويدل عليه قوله تعالى: ويزيدهم من فضله [النور: 38]، وعن علي -رضي الله عنه -: الزيادة: غرفة من لؤلؤة واحدة، وعن ابن عباس -رضي الله عنه-: "الحسنى": الحسنة، والزيادة: عشر أمثالها. وعن الحسن -رضي الله عنه-: "عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف"، وعن مجاهد -رضي الله عنه-: "الزيادة: مغفرة من الله ورضوان"، وعن يزيد بن شجرة: "الزيادة: أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: ما تريدون أن أمطركم ؟ فلا يريدون شيئا إلا أمطرتهم، وزعمت المشبهة والمجبرة أن الزيادة النظر إلى وجه الله -تعالى- وجاءت بحديث مرفوع: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: أن يا أهل الجنة، فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوالله، ما أعطاهم الله شيئا هو أحب إليهم منه"، ولا يرهق [ ص: 132 ] وجوههم : لا يغشاها، قتر : غبرة فيها سواد، ولا ذلة ولا أثر هوان وكسوف بال، والمعنى: لا يرهقهم ما يرهق أهل النار إذكارا بما ينقذهم منه برحمته; ألا ترى إلى قوله تعالى: ترهقها قترة [عبس: 41]، وترهقهم ذلة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية