الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ؛ أي : بكل طريق؛ ومعنى " توعدون " ؛ أي : توعدون من آمن بشعيب بالعذاب؛ والتهدد؛ يقال : " وعدته خيرا " ؛ و " وعدته شرا " ؛ فإذا لم تذكر واحدا منهما قلت في الخير : " وعدته " ؛ وفي الشر : " أوعدته " ؛ وقوله : وتصدون عن سبيل الله ؛ أي : عن الطريق التي آمن الله من آمن بها؛ وتبغونها عوجا ؛ أي : وتريدون الاعوجاج والعدول عن القصد؛ يقال في الدين؛ وفيما يعلم؛ إذا كان على غير استواء : " عوج " ؛ بكسر العين؛ وفي الحائط والعود : " عوج " ؛ بفتح العين. [ ص: 355 ] وقوله : واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ؛ جائز أن يكون " فكثركم " : جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء؛ وجائز أن يكون كان عددهم قليلا فكثرهم؛ وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار؛ فكثرهم؛ إلا أنه ذكرهم بنعمة الله عليهم؛ كما قال : فاذكروا آلاء الله ؛ أي : نعم الله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية