الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        304 - الحديث الثالث : عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه { قال رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا }

                                        [ ص: 555 ]

                                        التالي السابق


                                        [ ص: 555 ] " التبتل " ترك النكاح : ومنه قيل لمريم عليها السلام " البتول " وحديث سعد أيضا من هذا الباب ; لأن عثمان بن مظعون ممن قصد التبتل والتخلي للعبادة ، مما هو داخل في باب التنطع والتشبه بالرهبانية ، إلا أن ظاهر الحديث : يقتضي تعليق الحكم بمسمى " التبتل " وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز { وتبتل إليه تبتيلا } فلا بد أن يكون هذا المأمور به في الآية غير المردود في الحديث ليحصل الجمع وكأن ذلك : إشارة إلى ملازمة التعبد أو كثرته ، لدلالة السياق عليه ، من الأمر بقيام الليل ، وترتيل القرآن والذكر فهذه إشارة إلى كثرة العبادات ولم يقصد معها ترك النكاح ولا أمر به بل كان النكاح موجودا مع هذا الأمر ويكون ذلك " التبتل " المردود : ما انضم إليه مع ذلك - من الغلو في الدين ، وتجنب النكاح وغيره ، مما يدخل في باب التشديد على النفس بالإجحاف بها ويؤخذ من هذا : منع ما هو داخل في هذا الباب وشبهه ، مما قد يفعله جماعة من المتزهدين




                                        الخدمات العلمية