الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 113 ] شرح إعراب سورة الأعراف

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        رب يسر وأعن

                                                                                                                                                                                                                                        المص [1] كتاب أنـزل إليك [2]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الكسائي : أي هذا كتاب أنزل إليك.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الفراء : المعنى: الألف واللام والميم والصاد من حروف المقطع كتاب أنـزل إليك مجموعا.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : هذا القول خطأ من ثلاث جهات:

                                                                                                                                                                                                                                        منها أنه لو كان كما قال لوجب أن يكون بعد هذه الحروف أبدا (كتاب) وقد قال الله - جل وعز – الم الله لا إله إلا هو

                                                                                                                                                                                                                                        ومنها أنه لو كان كما قال لما كانت (الم) في غير موضع، وكذا (حم).

                                                                                                                                                                                                                                        ومنها أنه أضمر شيئين؛ لأنه يحتاج أن يقدر (الم) بعض حروف كتاب أنـزل إليك ولا يكون هذا كقولك: (ا ب ت ث) ثمانية وعشرون حرفا؛ لأن هذا اسم للسورة كما تقول: الحمد سبع آيات، والدليل على هذا أنه لا يجوز (ط ظ ر ن) ثمانية وعشرون حرفا.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وقد أجاز الفراء هذا.

                                                                                                                                                                                                                                        فلا يكن نهي، وعلامة الجزم فيه حذف الضمة من النون، وحذفت الواو لسكونها وسكون النون وكانت [ ص: 114 ] أولى بالحذف؛ لأن قبلها ضمة تدل عليها حرج اسم يكن، والنهي في اللفظ للحرج وفي المعنى للمخاطب لتنذر به نصب بلام كي وذكرى للمؤمنين لم تنصرف؛ لأن في آخرها ألف تأنيث، وتكون في موضع رفع ونصب وخفض، الرفع عند البصريين على إضمار مبتدأ، وقال الكسائي : هي عطف على (كتاب) والنصب عند البصريين على المصدر، وقال الكسائي : هي عطف على الهاء في (أنزلناه) والخفض بمعنى للإنذار وذكرى للمؤمنين خفض باللام.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية