الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 250 ] 831 - باب بيان ما روي مما يدل على إمكان ما قال من قال من أهل الأخبار : إن ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بايع الناس بمكة ، ابن صغير لعبد الله بن أبي بكر ، أو لعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق

5238 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا المبارك بن فضالة ، عن أبي عمران الجوني ، عن يزيد بن بابنوس ، قال : أتيت عائشة ، فسألتها عن أشياء ، فسمعتها تقول : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي قبض الله فيه روحه ، مر به ابن لعبد الله ، أو لعبد الرحمن بن أبي بكر ومعه أراكة خضراء ، فلحظ إليه ، فدعوته فأخذتها منه ، فناولتها إياه ، فوضعها على فيه ، وكان رأسه بين سحري ونحري ، فبينا نحن كذلك إذ رفع رأسه ، فظننت أنه بعض ما يريد من أهله ، وكانت ريح باردة ، فقبض الله - عز وجل - روحه وما أشعر .

[ ص: 251 ] فعلمنا بهذا الحديث أنه قد كان لعبد الله أو لعبد الرحمن حينئذ ابن ، ومحال أن يكون كان حينئذ في حال من يسعى إلا وسنه متقدمة لفتح مكة ، وقد كان الناس بمكة جاؤوا بأبنائهم الذين لم يبلغوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بايعوه مع آبائهم ، كما قد بايعه قبل ذلك ممن [ ص: 252 ] لم يكن بلغ : علي ، والزبير - رضي الله عنهما .

وكان ابن عبد الله أو عبد الرحمن بن أبي بكر في ذلك المعنى كذلك ، - والله أعلم - وقد كان الناس يومئذ يأتون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبنائهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم .

5239 - كما حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا فياض بن محمد الرقي ، عن جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجاج الكناني ، عن عبد الله الهمداني ، عن الوليد بن عقبة ، قال : لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة ، كان الناس يأتون بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم ، قال : فأتي بي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا متطيب بخلوق ، فلم يدع لي ، ولم يمسح برأسي ، قال : ولم يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني ، أو كلام يشبهه .

[ ص: 253 ] فكان ابن عبد الله أو عبد الرحمن من أولئك الصبيان ، وقد يحتمل أن يكون كان قد عقل البيعة حينئذ كيف هي ؟ فبايعه ، فيكون ذلك كما قد قيل فيه ، ويكون أبو بكر - رضي الله عنه - قد تفرد بالبيعة من نفسه يومئذ ، وبالبيعة من أبيه ، وبالبيعة من ابنه ، وبالبيعة من ابن ابنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما بايعوه عليه يومئذ ، ولا نعلم ذلك اجتمع لأحد من الناس سواه - رضوان الله عليه - والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية