الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون

                                                                                                                                                                                                ومنهم من يستمعون إليك : معناه: ومنهم ناس يستمعون إليك إذا قرأت القرآن، [ ص: 139 ] وعلمت الشرائع، ولكنهم لا يعون ولا يقبلون، وناس ينظرون إليك، ويعاينون أدلة [ ص: 140 ] الصدق، وأعلام النبوة، ولكنهم لا يصدقون، ثم قال: أتطمع أنك تقدر على إسماع [ ص: 141 ] الصم ولو انضم إلى صممهم عدم عقولهم; لأن الأصم العاقل ربما تفرس واستدل إذا [ ص: 142 ] وقع في صماخه دوي الصوت، فإذا اجتمع سلب السمع والعقل جميعا فقد تم الأمر، [ ص: 143 ] وأتحسب أنك تقدر على هداية العمي ولو انضم إلى العمى -وهو فقد البصر- فقد [ ص: 144 ] البصيرة ; لأن الأعمى الذي له في قلبه بصيرة قد يحدس.... .... .... .... [ ص: 145 ] .......................................................................... [ ص: 146 ] ويتظنن، وأما العمى مع الحمق فجهد البلاء، يعني: أنهم في اليأس من أن يقبلوا ويصدقوا، كالصم والعمي الذين لا بصائر لهم ولا عقول، وقوله: ( أفأنت .... أفأنت ) : دلالة على أنه لا يقدر على إسماعهم وهدايتهم إلا الله -عز وجل- بالقسر والإلجاء، كما لا يقدر على رد الأصم والأعمى المسلوبي العقل حديدي السمع والبصر راجحي العقل، إلا هو وحده .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية