الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لله ملك السماوات والأرض وما فيهن تحقيق للحق وتنبيه بما فيه من تقديم الظرف المفيد للحصر على كذب النصارى وفساد ما زعموه في حق المسيح وأمه عليهما السلام

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: استئناف مبني على سؤال نشأ من الكلام السابق كأنه قيل : من يملك ذلك ليعطيهم إياه فقيل : لله [ ص: 73 ] ملك السموات إلخ فهو المالك والقادر على الإعطاء ولا يخفى بعده وفي إيثار (ما) على (من) المختصة بالعقلاء على تقدير تناولها للكل مراعاة -كما قيل - للأصل وإشارة إلى تساوي الفريقين في استحالة الربوبية حسب تساويهما في تحقيق المربوبية، وعلى تقدير اختصاصها بغير العقلاء كما يشير إليه خبر ابن الزبعري رضي الله تعالى عنه تنبيه على كمال قصورهم من رتبة الألوهية، وفي تغليب غير العقلاء على العقلاء على خلاف المعروف ما لا يخفى من حط قدرهم وهو على كل شيء من الأشياء قدير

                                                                                                                                                                                                                                      21

                                                                                                                                                                                                                                      - أي مبالغ في القدرة، وفسرها الغزالي بالمعنى الذي به يوجد الشيء مقتدرا بتقدير الإرادة والعلم واقعا على وفقهما، وفسر الموصوف بها على الإطلاق بأنه الذي الذي يخترع كل موجود اختراعا ينفرد به ويستغنى به عن معاونة غيره، وليس ذاك إلا الله تعالى الواحد القهار والظرف متعلق بتقدير، والتقديم لمراعاة الفاصلة، ولا يخفى ما في ذكر كبرياء الله تعالى وعزته وقهره وعلوه في آخر هذه السورة من حسن الاختتام، وأخرج أبو عبيد عن أبي الزهراوية أن عثمان رضي الله تعالى عنه كتب في آخر المائدة (ولله ملك السموات والأرض والله سميع بصير)

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية