سورة هود وقال أبو ميسرة الأواه الرحيم بالحبشية وقال ابن عباس بادئ الرأي ما ظهر لنا وقال مجاهد الجودي جبل بالجزيرة وقال الحسن إنك لأنت الحليم يستهزئون به وقال ابن عباس أقلعي أمسكي عصيب شديد لا جرم بلى وفار التنور نبع الماء وقال عكرمة وجه الأرض ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور وقال غيره وحاق نزل يحيق ينزل يئوس فعول من يئست وقال مجاهد تبتئس تحزن يثنون صدورهم شك وامتراء في الحق ليستخفوا منه من الله إن استطاعوا
4404 حدثنا حدثنا الحسن بن محمد بن صباح قال قال حجاج أخبرني ابن جريج أنه سمع محمد بن عباد بن جعفر يقرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم قال سألته عنها فقال ابن عباس أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم
- وقال أبو ميسرة الأواه الرحيم بالحبشية
- باب قوله وكان عرشه على الماء
- وإلى مدين أخاهم شعيبا
- باب قوله ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين
- باب قوله وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد
- باب قوله وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين
التالي
السابق
قوله ( سورة هود - بسم الله الرحمن الرحيم ) ثبتت البسملة لأبي ذر .
قوله : ( قال ابن عباس : عصيب شديد ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال في قوله : وقال هذا يوم عصيب قال : شديد . وأخرجه الطبري من طرق عن مجاهد وقتادة وغيرهما مثله ، وقال : ومنه قول الراجز : يوم عصيب يعصب الأبطالا ويقولون : عصب يومنا يعصب عصبا أي اشتد .
قوله : ( لا جرم بلى ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : لا جرم أن الله قال أي بلى إن الله يعلم ، وقال الطبري معنى جرم أي كسب الذنب ثم كثر استعماله في موضع لا بد كقولهم لا جرم أنك ذاهب ، وفي موضع حقا كقولك لا جرم لتقومن .
قوله : ( وقال غيره وحاق نزل يحيق ينزل ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى ( وحاق بهم ) أي نزل بهم وأصابهم .
قوله : ( يئوس فعول من يئست ) هو قول أبي عبيدة أيضا ، قال في قوله تعالى ليئوس كفور هو فعول من يئست .
قوله : ( وقال مجاهد تبتئس تحزن ) وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد أيضا قال في قوله فلا تبتئس قال : لا تحزن ، ومن طريق قتادة وغير واحد نحوه .
قوله : ( يثنون صدورهم شك وامتراء في الحق ليستخفوا منه من الله إن استطاعوا ) وهو قول مجاهد أيضا قال في قوله : ألا إنهم يثنون صدورهم قال شك وامتراء في الحق ليستخفوا من الله إن استطاعوا ، وصله [ ص: 200 ] الطبري من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه ، ومن طريق معمر عن قتادة قال : أخفى ما يكون الإنسان إذا أسر في نفسه شيئا بثوبه ، والله مع ذلك يعلم ما يسرون وما يعلنون . ومن طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله يثنون صدورهم الشاك في الله وعامل السيئات يستغشي بثيابه ويستكن من الله ، والله يراه ويعلم ما يسر وما يعلن . والثني يعبر به عن الشك في الحق والإعراض عنه . ومن طريق أنها نزلت في المنافقين ، كان أحدهم إذا مر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثنى صدره وطأطأ رأسه وتغشى بثوبه لئلا يراه ، أسنده عبد الله بن شداد الطبري من طرق عنه ، وهو بعيد فإن الآية مكية ، وسيأتي عن ابن عباس ما يخالف القول الأول ، لكن الجمع بينهما ممكن .
( تنبيه )
: قدمت هذه التفاسير من أول السورة إلى هنا في رواية أبي ذر ، وهي عند الباقين مؤخرة عما سيأتي إلى قوله " أقلعي أمسكي " .
قوله : ( أخبرني ) هكذا رواه محمد بن عباد بن جعفر هشام بن يوسف عن ، وتابعه ابن جريج حجاج عند أحمد ، وقال أبو أسامة عن عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة ابن عباس أخرجه الطبري .
[ ص: 201 ] قوله : ( أنه سمع ابن عباس يقرأ ألا إنهم يثنون ) يعني بفتح أوله بتحتانية وفي رواية بفوقانية وسكون المثلثة وفتح النون وسكون الواو وكسر النون بعدها ياء على وزن تفعوعل ، وهو بناء مبالغة كاعشوشب ، لكن جعل الفعل للصدور ، وأنشد الفراء لعنترة :
قوله : ( أناس كانوا يستخفون أن يتخلوا ) أي أن يقضوا الحاجة في الخلاء وهم عراة ، وحكى ابن التين أنه روى يتحلوا بالمهملة ، وقال الشيخ أنه أحسن أي يرقد على حلاوة قفاه . قلت : والأول أولى ، وفي رواية أبو الحسن يعني القابسي أبي أسامة : كانوا لا يأتون النساء ولا الغائط إلا وقد تغشوا بثيابهم كراهة أن يفضوا بفروجهم إلى السماء .
قوله : ( قال ابن عباس : عصيب شديد ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال في قوله : وقال هذا يوم عصيب قال : شديد . وأخرجه الطبري من طرق عن مجاهد وقتادة وغيرهما مثله ، وقال : ومنه قول الراجز : يوم عصيب يعصب الأبطالا ويقولون : عصب يومنا يعصب عصبا أي اشتد .
قوله : ( لا جرم بلى ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : لا جرم أن الله قال أي بلى إن الله يعلم ، وقال الطبري معنى جرم أي كسب الذنب ثم كثر استعماله في موضع لا بد كقولهم لا جرم أنك ذاهب ، وفي موضع حقا كقولك لا جرم لتقومن .
قوله : ( وقال غيره وحاق نزل يحيق ينزل ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى ( وحاق بهم ) أي نزل بهم وأصابهم .
قوله : ( يئوس فعول من يئست ) هو قول أبي عبيدة أيضا ، قال في قوله تعالى ليئوس كفور هو فعول من يئست .
قوله : ( وقال مجاهد تبتئس تحزن ) وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد أيضا قال في قوله فلا تبتئس قال : لا تحزن ، ومن طريق قتادة وغير واحد نحوه .
قوله : ( يثنون صدورهم شك وامتراء في الحق ليستخفوا منه من الله إن استطاعوا ) وهو قول مجاهد أيضا قال في قوله : ألا إنهم يثنون صدورهم قال شك وامتراء في الحق ليستخفوا من الله إن استطاعوا ، وصله [ ص: 200 ] الطبري من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه ، ومن طريق معمر عن قتادة قال : أخفى ما يكون الإنسان إذا أسر في نفسه شيئا بثوبه ، والله مع ذلك يعلم ما يسرون وما يعلنون . ومن طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله يثنون صدورهم الشاك في الله وعامل السيئات يستغشي بثيابه ويستكن من الله ، والله يراه ويعلم ما يسر وما يعلن . والثني يعبر به عن الشك في الحق والإعراض عنه . ومن طريق أنها نزلت في المنافقين ، كان أحدهم إذا مر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثنى صدره وطأطأ رأسه وتغشى بثوبه لئلا يراه ، أسنده عبد الله بن شداد الطبري من طرق عنه ، وهو بعيد فإن الآية مكية ، وسيأتي عن ابن عباس ما يخالف القول الأول ، لكن الجمع بينهما ممكن .
( تنبيه )
: قدمت هذه التفاسير من أول السورة إلى هنا في رواية أبي ذر ، وهي عند الباقين مؤخرة عما سيأتي إلى قوله " أقلعي أمسكي " .
قوله : ( أخبرني ) هكذا رواه محمد بن عباد بن جعفر هشام بن يوسف عن ، وتابعه ابن جريج حجاج عند أحمد ، وقال أبو أسامة عن عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة ابن عباس أخرجه الطبري .
[ ص: 201 ] قوله : ( أنه سمع ابن عباس يقرأ ألا إنهم يثنون ) يعني بفتح أوله بتحتانية وفي رواية بفوقانية وسكون المثلثة وفتح النون وسكون الواو وكسر النون بعدها ياء على وزن تفعوعل ، وهو بناء مبالغة كاعشوشب ، لكن جعل الفعل للصدور ، وأنشد الفراء لعنترة :
وقولك للشيء الذي لا تناله إذا ما هو احلولي ألا ليت ذا ليا
وحكى أهل القراءات عن ابن عباس في هذه الكلمة قراءات أخرى وهي يثنون بفتح أوله وسكون المثلثة وفتح النون وكسر الواو وتشديد النون من الثني بالمثلثة والنون وهو ما هش وضعف من النبات ، وقراءة ثالثة عنه أيضا بوزن يرعوي ، وقال : في هذه القراءة غلط إذ لا يقال ثنوته فانثوى كرعوته فارعوى . قلت : وفي الشواذ قراءات أخرى ليس هذا موضع بسطها . أبو حاتم السجستانيقوله : ( أناس كانوا يستخفون أن يتخلوا ) أي أن يقضوا الحاجة في الخلاء وهم عراة ، وحكى ابن التين أنه روى يتحلوا بالمهملة ، وقال الشيخ أنه أحسن أي يرقد على حلاوة قفاه . قلت : والأول أولى ، وفي رواية أبو الحسن يعني القابسي أبي أسامة : كانوا لا يأتون النساء ولا الغائط إلا وقد تغشوا بثيابهم كراهة أن يفضوا بفروجهم إلى السماء .