الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هبت

                                                          هبت : الهبت : الضرب . والهبت : حمق وتدليه . وفيه هبتة أي ضربة حمق ; وقيل : فيه هبتة للذي فيه كالغفلة ، وليس بمستحكم العقل . وفي الصحاح : الهبيت الجبان الذاهب العقل . وقد هبت الرجل أي نحب ، فهو مهبوت وهبيت ، لا عقل له ; قال طرفة :


                                                          فالهبيت لا فؤاد له والثبيت قلبه قيمه



                                                          وقوله أنشده ثعلب :


                                                          تريك قذى بها إن كان فيها     بعيد النوم نشوتها هبيت



                                                          قال ابن سيده : لم يفسره ، وعندي أنه فعيل في معنى فاعل ، أي نشوتها شيء يهبت ، أي يحمق ويحير ، ويسكن وينوم . ورجل مهبوت الفؤاد : في عقله هبتة أي ضعف . وهبته يهبته هبتا أي ضربه . والمهبوت : المحطوط . وهبت الرجل يهبته هبتا : ذلله . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أن عثمان بن مظعون لما مات على فراشه هبته الموت عندي منزلة ، حيث لم يمت شهيدا ; فلما مات سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فراشه ، و أبو بكر - رضي الله عنه - على فراشه ، علمت أن موت الأخيار على فرشهم ; قال الفراء : هبته الموت عندي منزلة ، يعني طأطأه ذلك ، وحط من قدره عندي . وكل محطوط شيئا : فقد هبت به ، فهو مهبوت ; قال وأنشدني أبو الجراح :


                                                          وأخرق مهبوت التراقي مصعد ال     بلاعيم رخو المنكبين عناب



                                                          قال : والمهبوت التراقي المحطوطها الناقصها . وهبت وهبط أخوان . والهبيت : الذي به الخولع ، وهو الفزع والتلبد . وقال عبد الرحمن بن عوف في أمية بن خلف وابنه : فهبتوهما حتى فرغوا منهما ; يعني المسلمين يوم بدر ، أي ضربوهما بالسيف حتى قتلوهما ; وقال [ ص: 11 ] شمر : الهبت الضرب بالسيف ، فكأن معنى قوله : فهبتوهما بالسيف ، أي ضربوهما حتى وقذوهما ; يقال : هبته بالسيف وغيره يهبته هبتا . وفي حديث معاوية : نومه سبات ، وليله هبات ; هو من الهبت اللين والاسترخاء . يقال : في فلان هبتة أي ضعف . والمهبوت : الطائر يرسل على غير هداية ; قال ابن دريد : وأحسبها مولدة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية