الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                    ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ( 93 ) ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ( 94 ) قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ( 95 ) )

                                                                                                                                                                                                    يقول : اذهبوا بهذا القميص ، ( فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ) وكان قد عمي من كثرة البكاء ، ( وأتوني بأهلكم أجمعين ) أي : بجميع بني يعقوب .

                                                                                                                                                                                                    ( ولما فصلت العير ) أي : خرجت من مصر ، ( قال أبوهم ) يعني : يعقوب ، عليه السلام ، لمن بقي عنده من بنيه : ( إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) تنسبوني إلى الفند والكبر .

                                                                                                                                                                                                    قال عبد الرزاق : أنبأنا إسرائيل ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : سمعت ابن عباس يقول : ( ولما فصلت العير ) قال : لما خرجت العير ، هاجت ريح فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف فقال : ( إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) قال : فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام .

                                                                                                                                                                                                    وكذا رواه سفيان الثوري ، وشعبة ، وغيرهما عن أبي سنان ، به .

                                                                                                                                                                                                    وقال الحسن وابن جريج : كان بينهما ثمانون فرسخا ، وكان بينه وبينه منذ افترقا ثمانون سنة .

                                                                                                                                                                                                    وقوله : ( لولا أن تفندون ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعطاء ، وقتادة ، وسعيد بن جبير : تسفهون .

                                                                                                                                                                                                    وقال مجاهد أيضا ، والحسن : تهرمون .

                                                                                                                                                                                                    وقولهم : ( إنك لفي ضلالك القديم ) قال ابن عباس : لفي خطئك القديم .

                                                                                                                                                                                                    وقال قتادة : أي من حب يوسف لا تنساه ولا تسلاه ، قالوا لوالدهم كلمة غليظة ، لم يكن ينبغي لهم أن يقولوها لوالدهم ، ولا لنبي الله - صلى الله عليه وسلم - وكذا قال السدي ، وغيره .

                                                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية