الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3569 - ذكر خمس بلاء أعاذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها للمسلمين

                                                                                            8667 - حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي ، حدثني الهيثم بن حميد ، أخبرني أبو معبد حفص بن غيلان ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : كنت مع عبد الله بن عمر فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة ، فقال ابن عمر : سأخبرك عن ذلك بعلم إن شاء الله تعالى ، قال : كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وابن عوف ، وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم ، فجاء فتى من الأنصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم جلس ، فقال : يا رسول الله أي المؤمنين أفضل ؟ قال : " أحسنهم خلقا " قال : فأي المؤمنين أكيس ؟ قال : " أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا قبل أن ينزل بهم أولئك من الأكياس " ثم سكت الفتى وأقبل عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : " يا معشر [ ص: 750 ] المهاجرين ، خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم وأخذوا بعض ما كان في أيديهم ، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا ألقى الله بأسهم بينهم " ، ثم أمر عبد الرحمن بن عوف يتجهز لسرية بعثه عليها ، وأصبح عبد الرحمن قد اعتم بعمامة من كرابيس سوداء ، فأدناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نقضه وعممه بعمامة بيضاء ، وأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحو ذلك وقال : " هكذا يا ابن عوف اعتم فإنه أعرب وأحسن " ثم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلالا أن يدفع إليه اللواء فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال : خذ ابن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا " ، فهذا عهد الله وسيرة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وسلم .

                                                                                            هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية