الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          واختلفوا في صلة ميم الجمع بواو وإسكانها ، وإذا وقعت قبل محرك نحو أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ، ومما رزقناهم ينفقون ، عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ، على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب فضم الميم من جميع ذلك ، ووصلها بواو في اللفظ وصلا ابن كثير وأبو جعفر ، واختلف ، عن قالون ، فقطع له بالإسكان صاحب " الكافي " ، وهو الذي في " العنوان " ، وكذا قطع في " الهداية " من طريق أبي نشيط ، وهو الاختيار له في " التبصرة " ، ولم يذكر في " الإرشاد " غيره ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن من طريق أبي نشيط ، وعلى أبي الفتح ، عن قراءته على عبد الله بن الحسين من طريق الحلواني وصاحب " التجريد " عن ابن نفيس من طريق أبي نشيط وعليه ، وعلى الفارسي والمالكي من طريق الحلواني ، وقرأ الهذلي أيضا من طريق أبي نشيط ، وبالصلة قطع صاحب " الهداية " للحلواني ، وبه قرأ الداني على أبي الفتح من الطريقين ، عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن ، وعن قراءته على عبد الله بن الحسين ، وطريق الجمال عن الحلواني ، وبه قرأ الهذلي ، وأطلق الوجهين عن قالون بن بليمة صاحب " التلخيص " من الطريقين ، ونص على الخلاف صاحب التيسير من طريق أبي نشيط وأطلق التخيير له في " الشاطبية " ، وكذا جمهور الأئمة العراقيين من الطريقين [ ص: 274 ] وانفرد الهذلي عن الهاشمي عن ابن جماز بعدم الصلة مطلقا كيف وقعت ، إلا أنه مقيد بما لم يكن قبل همز قطع ، كما سيأتي في باب النقل ، ووافق ورشا على الصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع نحو ( عليهم أأنذرتهم أم ) ( معكم إنما ) ( وأنهم إليه ) والباقون بإسكان الميم في جميع القرآن ، وأجمعوا على إسكانها وقفا ، واختلفوا في كسر ميم الجمع وضمها وضم ما قبلها وكسره إذا كان بعد الميم ساكن ، وكان قبلها هاء وقبلها كسرة ، أو ياء ساكنة نحو : قلوبهم العجل ، و بهم الأسباب ، و يغنيهم الله ، و يريهم الله ، و عليهم القتال ، و من يومهم الذي ، فكسر الميم والهاء في ذلك كله أبو عمرو وضم الميم وكسر الهاء نافع ، وابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم وأبو جعفر ، وضم الميم والهاء جميعا حمزة ، والكسائي ، وخلف ، وأتبع يعقوب الميم الهاء على أصله المتقدم ، فضمها حيث ضم الهاء وكسرها حيث كسرها ، فيضم نحو ( يريهم الله ) ، ( عليهم القتال ) ؛ لوجود ضمة الهاء ، وبكسر نحو في قلوبهم العجل ؛ لوجود الكسرة ، ورويس على الخلاف في نحو يغنهم الله .

                                                          هذا حكم الوصل ، وأما حكم الوقف فكلهم على إسكان الميم ، وهي في الهاء على أصولهم ، فحمزة يضم نحو : عليهم القتال و إليهم اثنين ويعقوب يضم ذلك ، ويضم في نحو يريهم الله و لا يهديهم الله ورويس في نحو : يغنهم الله على أصله بالوجهين ، وأجمعوا على ضم الميم إذا كان قبلها ضم ، سواء كان هاء أم كافا أم تاء نحو يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، ومنهم الذين ، و عنهم ابتغاء ، و عليكم القتال ، وأنتم الأعلون وما أشبه ذلك ، وإذا وقفوا سكنوا الميم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية