الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

                                                                                                                                                                                                        4445 حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : باب ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها سقط " باب " لغير أبي ذر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا يعقوب بن إبراهيم ) هو الدورقي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أخبرنا أبو بشر ) في رواية غير أبي ذر " حدثنا أبو بشر " وهو جعفر بن أبي وحشية ، وذكر الكرماني أنه وقع في نسخته " يونس " بدل قوله أبو بشر وهو تصحيف . قال الفربري : أنبأنا محمد بن عياش قال : لم يخرج محمد بن إسماعيل البخاري في هذا الكتاب من حديث هشيم إلا ما صرح فيه بالإخبار . قلت : يريد في الأصول ، وسبب ذلك أن هشيما مذكور بتدليس الإسناد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن ابن عباس ) كذا وصله هشيم وأرسله شعبة أخرجه الترمذي من طريق الطيالسي عن شعبة وهشيم مفصلا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( نزلت ورسول الله مختف بمكة ) يعني في أول الإسلام .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( رفع صوته بالقرآن ) في رواية الطبري من وجه آخر عن ابن عباس " فكان إذا صلى بأصحابه وأسمع المشركين فآذوه " وفسرت رواية الباب الأذى بقوله : سبوا القرآن . وللطبري من وجه آخر عن سعيد بن جبير " فقالوا له : لا تجهر فتؤذي آلهتنا فنهجو إلهك " ومن طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرق عنه أصحابه ، وإذا خفض صوته لم يسمعه من يريد أن يسمع قراءته فنزلت " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك ) وفي رواية الطبري ( لا تجهر بصلاتك ) أي لا تعلن بقراءة القرآن إعلانا شديدا فيسمعك المشركون فيؤذونك ، ولا تخافت بها أي لا تخفض صوتك حتى لا تسمع أذنيك وابتغ بين ذلك سبيلا أي طريقا وسطا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية